أبي مات غرقان على سريره (النظارة) الجزء الثاني
بالعربي / بعد أذنك يا أستاذ ممكن أطلب منك طلب .
لقيت ابويا بصله وقاله:
– أؤمرني يا خواجة ؟
رد عليه الرجل و قاله :
– أنا ديفيد، أنجليزي الجنسية و بحب مصر كتير و الروحانيات اللي فيها علشان كده بحب أجي ف مولد الحسين لأني بكون مستمع بالأجواء لكن النهاردة لسوء حظي أتسرقت مني محفظتي اللي كان فيها كل الفلوس اللي معايا و حاليًا أنا عاوز أرجع الفندق لكن مش هعرف لأني مش معايا فلوس “.
خلص الرجل كلامه و لقيت ابويا مد أيده ف جيبه و خرج مبلغ مالي و اداه للرجل ، الرجل ضحك و فرح جدًا و
قال :
– حقيقي مش عارف أشكرك أزاي ولا عارف اقولك أيه ، صحيح المصريين جدعان لكن أنا متعودتش أخد حاجة بدون مقابل و بما أني مش هقدر أردلك فلوسك ف أسمحلي أديك هدية بسيطة .
و مد أيده فالشنطة اللي كان شايلها على كتفه لكن والدي حط أيده على أيد الرجل و
قال :
– عيب كده يا خواجة ، انت كده بتشتمني ، ده معروف لوجه الله .
لكن الرجل قاله :
– أعتبرها هدية مني ليك و شئ تفضل تفتكرني بيه .
شال أبويا أيده من على أيد الرجل اللي خرجها من الشنطة و هى فيها نضارة نظر و اداها لوالدي و بعد كده مد أيده تاني و خرج كتاب شكله غريب كاني في قصص رعب أيه ده ؟
ده هو هو الكتاب اللي لقيته فالمكتبة بتاعت ابويا ورا الكتب و النضارة دي هى هى النظارة اللي كانت جنب الكتاب !!! ، أخد ابويا منه الكتاب و النضارة و هو مبتسم و قبل ما الرجل يمشي
قاله :
– الهدية دي قيمة جدًا و أتمنى تستخدمها فالخير و أتمنى تقدر على شرها .
مشي الرجل و ابويا واقف و ماسك ف أيده الكتاب و النضارة و هو مش فاهم أو مستغرب لكن قطع المشهد صوت موج جاي من ناحية البحر اللي كان ف ضهر والدي علشان كده بصيت ناحيته و لقيت الماية بتاعت البحر بتعلى بطريقة مش طبيعية و بتقرب من أبويا و أول ما قربت منه بقت على شكل وحش ضخم قرب من والدي و شده معاه للبحر , بعد ما شده لقيت على الأرض فالمكان اللي كان واقف فيه أبويا الكتاب و النضارة”.
وطيت على الأرض و مسكتهم و أول ما مسكتهم لقيت البحر موجه بيعلى أكتر و أكتر لدرجة أنه بقى عاالي جدًا و وصل لحد المكان اللي انا واقف فيه و فجأة الماية غرقت كل المكان و كل الناس الموجودة بقت بتغرق بما فيهم أنا اللي سيبت نفسي للموج و بدأت اغرق و مبقتش عارف أخد نفسي “.
– تامر يا ابني ، قوم يا حبيبي نام ف أوضتك .
صحيت من الحلم على صوت أمي و هى بتقولي كده و الغريبة أن انا أول ما صحيت و فتحت عيني لقيت نفسي نايم زي ما انا بس الكتاب و النضارة ف أيدي مش ع الأرض زي ما كانوا !
قومت من مكاني و بصيت ل أمي اللي قالتلي :
– أيه اللي ف أيدك ده يا تامر ؟
بصيت لها و انا بحاول افوق و قولتلها :
– دي حاجات لقيتها ف مكتبة ابويا .
بصت لي أمي باستغراب و قالتلي :
– دي نضارة ديفيد ، لقتها ازاي و ابوك كان مخبيهم ف مكان محدش يعرفه غيره هى و الكتاب .
فوقت تمامًا من كلام امي اللي نزل عليا زي الصاعقة اللي خلت جسمي كله بيترعش و قولتلها
– ديفيد مين ؟
ديفيد ده الرجل اللي ابويا قابله فالحسين عند البحر ؟
بصت لي أمي باستغراب
و قالت:
– أيه اللي جاب الحسين عند البحر و بعدين انت الكلام ده عرفته منين مع أن انا متأكدة أن ابوك مقالكش حاجة و انا كمان مقولتلكش حاجة ؟
قعدت على كرسي فالصالون
و قولتلها :
– أمي ، بعد أذنك ممكن تحكيلي أيه حكاية الحاجات دي و تفهميني في أيه لأن انا مش فاهم حاجة و حاسس بمصيبة ورا الحاجات دي و المصيبة دي هى اللي عملت كده ف ابويا و مش بعيد تعمل فيا انا كمان كده .
قعدت امي قصادي و بدأت تحكي
و تقول:
– من كام سنة ابوك كان ف الحسين يوم المولد و هناك قابل رجل أجنبي أتسرقت منه فلوسه و طبعًا أبوك بكرمه المعتاد طلع اللي فيه النصيب و اداهوله لأنه كان حاسس أنه فعلًا مش بيكدب و الرجل ده كان اسمه ديفيد و ابوك بيقول أنه كان شكله محترم أووي علشان كده رفض أنه ياخد فلوس من ابوك بدون مقابل علشان كده أداله النضارة دي و الكتاب ده هدية .
حطيت أيدي على راسي
و قولت :
– يا نهااار كله رعب ، أنا لسة شايف كل اللي انتي بتحكيه ده فالحلم حالًا قبل ما اصحى بس فالحلم كان المولد و مسجد الحسين قصاد بحر و معرفش أيه اللي جاب ده جنب ده .
ردت أمي
و قالتلي:
– البحر ف الحلم يعني الدنيا يا ابني ، أو في تفسير تاني أن البحر ممكن يكون موت ، بس هنبقى نشوف تفسير الحلم ده بعدين أما اكمل لك اللي حصل .
ركزت معاها
و قولتلها :
– كملي يا أمي كملي و ربنا يستر .
كملت كلامها
و قالت :
– جه ليلتها يا ابني ابوك من المولد و حكالي اللي حصل و كان فرحان بشكل النضارة و الكتاب و حطهم ف المكتبة زي أي حاجة قيمة بيحب يحتفظ بيها و دخل ينام ، وقتها انت كنت عايش عند خالتك علشان المدرسة بتاعتك كانت جنب بيتها و علشان كده ماشوفتش اللي احنا شوفناه “.
– شوفتوا ايه ؟
– ليلتها صحيت من النوم على صوت موج بحر جاي من الصالة ، خرجت من الأوضة لقيت ابوك قاعد فالصالة و ماسك الكتاب و بيقرأ منه و هو لابس النضارة ، بصيتله و انا مستغربة و قلتله ( انت مش هتنام يا ابو تامر ؟) لقيته بصلي و كانت عينيه لونها ازرق زي البحر و مفيهاش أي لون تاني و لقيته اتكلم بصوت مش صوته ، صوت تخين يا ابني و مرعب قال ( أذا تدخلتي في ما لا يخصك ف الخلاص سيكون قريبًا) ،
وقتها انا أقسملك بالله خوفت من ابوك و دخلت الأوضة جري و مفكرتش أتكلم معاه ف أي حاجة لحد ما سمعت أذان الفجر اللي أول ما خلص لقيت ابوك داخل الأوضة و نام بهدوء جنبي من غير ما يتكلم ولا كلمة ، فضلت صاحية لحد الصبح لما ابوك صحي و لما جيت اتكلم معاه ف اللي حصل بالليل اكتشفت أنه مش فاكر حاجة ولا فاكر أصلًا أنه كان بيقرأ ف الكتاب بالليل لدرجة أنه قال أن انا بخرف أو بيتهيألي بس لما حلفتله أن انا مكنتش بخرف ولا بيتهيألي “.
أن انا صاحية من وقتها لحد ما هو صحي صدقني فعلًا و وشه اتاخد و قال أنه مش مرتاح للنضارة دي برغم أنها فخمة ألا أنه حاسس أن فيها شئ مخيف خلى قلبه مقبوض منها و ده يا ابني برضه كان نفس شعوري ، علشان كده أبوك خد النضارة و الكتاب و راح بيهم لواحد صديقه شيخ و بيفهم ف الحاجات اللي بتتعلق بالجن و العفاريت و كده و حكى له اللي حصل بس يومها رجع من غير الكتاب و النضارة و قال أنه اداهم للشيخ و مرضيش يحكيلي أي تفاصيل تانية بس بعد فترة لقيته ف يوم راجع من المحل بالليل و ف أيده الكتاب و النضارة و قالي أنه الشيخ ده اختفى بس قبل ما يختفي ساب النضارة و الكتاب و جنبهم ورقة مكتوب فيها أن الحاجات دي لازم ترجع ل ابوك .
بصيتلها و انا مش فاهم حاجة
و قولتلها :
– و بعدين يا أمي ؟
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.