قصة زواج شرطه طلاق الفصل الرابع عشر
أحبك بالرغم من المسافات التى تفصلنا
قد تكون بعمق البحار السبع او أكثر
وقد نحتاج عبور البحار السبع وأكثر كى نصل إلى الملتقى
ولكن يبقى الحب قويا دائما قادرا على تحمل المصائب والعقبات …
كان طوال الطريق يفكر ماذا قد يفعل من أجلها. .هل يحضر لها هديه ام ماذا
ولكنه وأخيرا اهتدى أنه سوف يسألها عن امنيتها كى يحققها لها
ومهما كانت صعوبة ذلك مع أنه يعرف ان فتاه بسيطه مثلها لن يكون طموحها صعب جدا ومعقد كباقي الفتيات فى ان يحضر لها النجوم مثلا انها فتاه عاقله
سرعان ما عدل عن رأيه ماذا لو فعلت
ماذا لو طلبت منه فعلا إحضار النجوم
سيفعل اى شئ آخر يوازي إحضار النجوم
كان يعبث ويبتسم ويعبث ويبتسم وهى تنظر باستغراب وهى تعقد حاجبيها
لكنها سالته”هو انت بتفكر فى حاجه”
فقال مجفلا”هاا”
جهاد “لا واضح حاجه مهمه انت مش هنا خالص”
صابر مبتسما”هتعرفى بعدين”
كان ينتظر بحماس كى يسمع منها اى امنيه
لذلك عندما وصلا إلى المنزل اول شئ فعله ان امسك يدها قبل أن تدخل إلى غرفتها
استدارات ببطء تستغرب تصرفه فهو غريب منذ التقى بصديقتها وزوجها …هل يفكر يا ترى فى إجبارها على شئ
لا إذا كان يظن أن تعامله الجيد لها قد يجعلها تصمت أمام رغباته فهو مخطئ
لكنها فكرت انها منذ متى تعترض على شئ
منذ متى وهى تقف أمام أحد وترفض له طلبه لمجرد انها لا تريد
لذلك أغمضت عيناها باستسلام
تستعد لأى صدمه لها من نوع آخر لأنها لم تكن تتوقع أن اول شخص يسألها عن رغبتها
يفعل مثل مصطفى فى اول ليله زفاف لهم
لم يمنحها الأمان الذى تحتاجه ..
لكنه سحبها وقال “عايز اتكلم معاكى فى حاجه مهمه”
لكنها ما زالت تغلق عيناها بإحكام
الشئ الذى أثار خوفه وقلقه عليها
فقال”انتى كويسه”
هزت رأسها بالإيجاب وما زالت على حالها فقال
“اتمنى امنيه”
فتحت عيناها بصدمة قائله “ايه”
صابر”اتمنى امنيه”
جهاد”مش فاهمه”
اجلسها على الاريكه
وجلس على الأرض يقابلها وهو ما زال ممسك بيدها وهى لم تمانع لكن تفكيرها الآن لم يكن فى مقدار قربه منها بل فى ما يقول
للمره الأولى يخيب ظنها فى شئ ويكون هذا الشئ رائع هكذا فها هو يطلب منها ان تتمنى امنيه لكنها تعرف ان امنيتها لن تتحقق ابدا لا أحد يستطيع ان يعود للماضي ويحقق بها امنيتها
صابر ” ايه مش مفهوم بقولك اتمنى امنيه علشان احققهالك بس انا من ساعه كنت عمال أفكر خايف من حاجه”
جهاد”خائف من ايه”
صابر “خايف تطلبى منى ان اجيبلك للنجوم زى ما البنات بتطلب دائما “
كانت الاجابه على تساؤله هى ضحكه ساحره منها طالت لمده طويله فالنسبه لها الامنيه لا تكون امنيه مستحيلة مثل التى يتحدث هو عنها
قالت وهى تحاول ان تتحكم فى ضحكتها”ايه ده هى دى اسمها امنيه “
صابر “ما اعرفش المهم قولى بسرعه نفسك فى ايه “
ادعت التفكير قليلا ثم قالت”مفيش حاجه انا مش محتاجه حاجه “
ثم تركت يده وقامت تريد الهروب من إصراره.
لكنه أمسك معصمها قبل أن تتركه قائلا “ارجوكى اكيد كان نفسك فى حاجه حتى ولو انتى لسه صغيره”
قالت بجديه”انا عارفه ان امنيتى مستحيل تتحقق”
صابر”مفيش حاجه مستحيلة “
جهاد بغضب “لا فى ..وفى كتير كمان
اكيد كان عندى أمنيات كتيره وانا صغيره
كان نفسى أعيش طفولتي زى اى طفله فى سنى
كان نفسى أختار طريقة لبسى بنفسى
كان نفسى يكون عندى أخت بنت ..كان نفسى يكون عندى ام شخصيتها قويه وتشارك بابا فى قراراته علشان أطلع زيها قويه
بس انا طلعت ضعيفه ما ليش رأى فى اى حاجه
كان نفسى اتعلم”
وهنا وقفت قليلا عن الحديث تحاول ان تمسح دموعها
فاقترب منها بحنان وهو يزيل دموعها بأنامل مرتجفه متأثرا بلمس وجهها للمره الأولى فاكملت وهى تنظر إلى عينيه:”كانت أكبر امنيه فى حياتى انى اتعلم وبابا سرق ده منى بسهوله
كمان كان عندى أمنيات مراهقة كتير زى مثلا ان اتجوز عن حب وأن حبيبى يكون اول واخر راجل يلمسنى بس انت وصاحبك وبابا كمان دمرتوا كل الأحلام دى وحرقتوا حياتى وعمرى ما هاتغير عمرى ما هكون قويه وعندى شخصيه “
ثم قالت وهى تزيح يده عنها”أيوه كل دى كانت أمنيات ومستحيل تتحقق وأصعب كمان من انك تجيب النجوم لحد عندى ها هتحقق ايه ولا ايه وهو قدر تعمل ايه من كل دول ولو قدرت تنفذ واحده فى كتير منهم لا مش هتقدر ياريت تسيب الأربع شهور دول يعدوا بدون مشاكل بينى وبينك”
اندفعت بغضب وهى تركض إلى غرفتها
بينما هو ما زال واقف لم يتحرك من صدمته
هل كانت تخفى كل هذا الألم عنه و لا تستطيع اى إنسان تحمل هذا الشعور باليأس
وتقول عن نفسها ضعيفه إذا من هو القوى هل هو القوى
انها تمتلك من القوه ما ليس لدى الرجال
انها قد تكون أقوى إمرأه فى العالم قابلها فى حياته
لذلك هو ما زال مصمم ان يحقق على الأقل معظم أحلامها امنياتها
وسيبدأ بأكبر أحلامها وهو التعليم
حسنا فلنبدأ إذا
لقد أمضى الليله كلها يضغط على أزرار جهاز الكمبيوتر المحمول
امضى الليل كله يبحث ويبحث عن الحل المناسب دى يجعلها تكمل تعليمها
عندما خرج من غرفته صباحا وهو يبحث عنها
وجدها تقف فى المطبخ الواسع. لكى تحضر الإفطار. اقترب منها يبطء وقال”ممكن اتكلم معاكى “
لكنه لم تجيب
فاكمل”عارف انك زعلانه منى بس انا حابب اصلح غلطى ممكن تسمحيلى”
جهاد”يفضل نقفل الموضوع خالص “
صابر “انا هحققلك معظم أمنياتك صحيح مش نفس العدد بس ربنا يقدرنى يدينى القوه انى احققلك أهم وأجمل الأمنيات “
جهاد”يعنى ايه”
صابر”ممكن تيجى معايا ثوانى”
قال ذلك وهو يشير إلى غرفه المعيشه بيده
خرج وسرعان ما لحقت به وهى تنظر إلى الفوضى التى أحدثها والعديد من الأوراق تحيط به
أمسك بهاتفه ثم فتح بعض الملفات وقال”بسى انا دورت كتير عن الحل المناسب ليكى علشان ترجعى لتعليمك و ..”
جهاد”و..”
صابر”لقيت ان الحل هو واحد من اتنين أما ترجعى تدرسى ثانويه عامه تانى وبعدين كليه ..وأما تدخلى الجامعه المفتوحه”
جهاد”جامعه ..مفتوحه”
صابر “أيوه بس ده هيكون الحل الأصعب “
جهاد”بس انا ما اعرفش حاجه عن الجامعه وأى حاجه من دى “
صابر “بسى الجامعه المفتوحه دى حل كويس بس صعب ازاى بقا انت هتحددى مجال معين تتدخلى فيه وتدرسيه وبعدين هتروحى الجامعه اسالى عن المواد المطلوبه منك والشهادات واللغات المطلوبه وبعدين تنفذى كل ده تتدخلى اختبار قبول للجامعه ولو نجحتى تقدرى تدخلى الكليه اللى نفسك فيها .الكلام ده لسه جديد فى مصر بس موجود فى دول كتير برا من زمان زى امريكا مثلا وإنجلترا
وأنا بصراحه أفضل انك تدخلى جامعه مفتوحه افضل “
جهاد”انا مش فاهمه بتعمل كل ده ليه”
صابر “المهم توافقي ويكون عندك عزيمه قويه وأظن أن ده حلمك وربنا منحك فرصه جديده ما تضيعيهاش”
جهاد”هفكر”
فى مكان آخر كان هذا اليوم هو يوم عيد ميلادها وهى لم تحتفل مثل هذا الاحتفال العظيم من قبل
كانت راويه متشوق لكى تفتح هديه عمرو
خاصه بعد مرور الشهر الأول على خطوبتهم
فهل تكون او هديه لها جميل مثل هذه الأشعار التى تقرأها عن الحب
أمسكت بهديته المغلفة بشكل جميل ورومانسى وكان غلافها باللون المفضل لديها وهو البنفسج
أزالت الغلاف لكى تجد صورتهم هى وهو
وهم يجلسون على شاطئ البحر تذكرت عندما خرج سويا ذلك اليوم وأخبرته بامنيتها بأن يبقى هذا اليوم خالدا فى ذاكرتها
وبالفعل تلك الصوره كانت الشاهد وكلما نظرت إليها سوف تتذكر
وكان بجانب صورتهم قلب من اللون الاحمر وبجانبه رساله مليئة بالاشعار لها هى وحدها
بالفعل فالأمر الآن بالنسبه لها أصلح يستحق أن تتخلى عن التعليم من أجل حياه أفضل مع زوج المستقبل
… يتبع
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.