قصة عشيقة ابى (الجزء الرابع)
بالعربي / ألقى القبض على الشرطي وأخذني إلى المخفر ..
كنت متفاجئة مما يحصل.. وسألته في الطريق.. لماذا تأخذون !؟وإلى أين؟ لم أفعل شيئاً ؟
فقال لي: سوف تعرفين كل شيئ في قسم الشرطة ..
وعندما دخلنا إلى القسم وجدت زوجة أبي في غرفة زجاجية.. حيث استطعت أن أراها لكنها كانت لا تستطيع رؤيتي..
وأدخلني الشرطي إلى غرفة زجاجية مشابهة لتلك الغرفة ..ثم قال لي انتظري المحقق هنا.. سوف يأتي بعد قليل.. وخرج وأغلق الباب..
(كنت مصدومة جداً.. لم أعرف لماذا أنا هنا.. ولماذا نهلة كانت هنا أيضا ! ولماذا التحقيق ! لماذا يا ربي.. لماذا تحبّني كل هذا القدر؟ في تبتليني .. اعلم أنك تحبّني وتمتحني .. ولكنني تعبت ياربي.. والله تعبت.. أتمنى أن أنتحر.. وأنهي حياتي.. ولكنني لا أريد أن أذهب الى النار .. فرج عني يا رب.. وسالت دموعي على خدي.. ثم قطعت دعائي عندما سمعت صوت الباب يفتح )
فتح الحارس الباب وأدخل المحقق ثم خرج وقفل الباب ثانية..
جلس أمامي المحقق وهو عابس وقال : هل تعلمين لماذا أنت هنا يا مريم ؟
فقلت له : لا يا سيدي لا أعلم شيئاً.. أحضرني الشرطي إلى هنا ولم يتكلم معي أحد إلى الآن.. فقال لي : كيف تشعرين حيال زواج أبيكِ من نهلة زوجته الثانية ؟ هل فكرتي في الانتقام منه ؟
فقلت له : وعيني تدمع.. في البداية كرهت أبي جداً لأنه تزوج على أمي.. ثم كان اكتشافنا لزواجه السبب الرئيسي في وفاة والدتي .. ولكن أمي كانت تعلمني أن الأب مثل الرب لا يعارض أبداً.. لذلك لم يعد بداخلي أي ضغينة ضد أبي وتعايشت مع الأمر على أنه نصيب وقدر..
فقال لي : أين كنتي ما بين الساعة الرابعة و الخامسة ظهرآ ؟
فقلت له : سيدي كنت في السوبر ماركت.. لماذا كل هذه الأسئلة؟ أرجوك أريد أن أتصل بوالدي كي لا يغضب من تأخري خارج المنزل .. أريد فقط أن أخبره أين أنا.. أرجوك يا عمي اتصل بوالدي وانهمرت دموعي من عيني..
فقال لي : يا صغيرتي لا تقلقي كل شيئ سيكون على ما يرام وأعطاني منديل كي أمسح دموعي.. وتابع قائلاً..
بقي لدي سؤالين فقط..
هل تعلمين إذا كان لوالدك أي أعداء ؟
فقلت له : أبي شخص مسالم جداً.. لم اسمعه يومآ يتكلم مع أحد بصوت مرتفع.. ولم أرى أي خلاف له مع أصدقائه في العمل
.. فقال لي : هل لاحظت شيئآ مريباً يحدث في منزلكم في الآونة الأخيرة ؟!
صمتت قليلاً وتذكرت معاملة زوجة أبي القاسية لي.. وقلت له.. لا يوجد شيئ مهم.. ولكنني تذكرت شيئاً..
كانت زوجة أبي تجبرنا أن ننام كلنا في الساعة الثامنة مساءً ..وكانت تتكلم كثيراً على الهاتف همساً..
أرجوك يا سيدي أخبرني ماذا يحدث.. ولماذا كل هل الأسئلة ؟
فنهض من كرسيه ونادى على الحارس كي يفتح باب الغرفة.. ثم قال له..
بعد أن أنتهي من الحديث مع مريم أوصلها بنفسك إلى باب المنزل..
فقال له حاضر يا سيدي..
ثم قال لي المحقق أنا آسف يا صغيرتي ولكنني سوف أكون من يحمل النبأ السيئ لك.. والدك تعرض للقتل من شخص مجهول الهوية وتوفي على الفور.. سقطت على الأرض مغشيا علي كنت أبكي بحرقة..وأصرخ.. لااااا.. مستحيل.. أنت تكذب.. فاحتضنني قائلآ هذه هي الحقيقة يا صغيرتي.. فكرت لحظتها بمصيري.. كنت خائفة جدآ.. فقد أصبحت وحيدة في هذا العالم المخيف.. وبدأت أتخيل نهلة ومعاملتها السيئة.. فقلت له..
أنا أكيدة أن نهلة من قتله..
فقال لي يا صغيرتي لقد حققت معها مسبقآ..
وكانت في المنزل مع جارتكم شيرين لحظة وقوع الجريمة.. وتأكدنا من شيرين أيضآ فقد تطابقت الاقوال بينهما..
سو نفرج عنكما الليلة وسوف يتم تسليم الجثة لكما في الغد من أجل مراسم الدفن..
لم أكن أستطيع أن ألجم دموعي ولكنني تابعت الحديث معه قائلة.. أريد أن أعرف من قتل أبي؟
هل كنت تحقق معي لأنك تشك أنني ربما اقتل أبي؟ هل أنت مجنون؟ هل يوجد عاقل يفكر في قتل أبيه؟ كنت أصرخ تارة وأبكي تارة أخرى..
وأنادي أين العدل يا الله.. أين العدل..
فقال لي ارجوكِ أن تهدأي.. أعدك بشرفي أن اقبض على المجرم.. ولو سوف يكلفني ذلك حياتي.. فقد وصلني احساسك..
فقلت له عندما تلقي القبض عليه سوف أقطعه بأسناني..
ونادى للشرطي وأوصلني إلى المنزل..
كانت نهلة قد عادت قبلي..
ولأول مرة أشعر من قبلها بالحنية.. فاحتضنتني بقوة وهي تبكي على والدي.. فشعرت بشيئ من الأمان.. والتفاؤل بالمستقبل..
ومرت ثلاثة أيّام العزاء..
وبعدها عادت نهلة إلى قساوتها
.. فقد قالت لي : مريم أنا كنت أتحملك في منزلي من أجل أبيك..
والآن وبعد أن توفي لم يعد لك مكان في منزلي..
فقلت لها نهلة أرجوكي.. فأنا وحيدة.. أين أذهب؟
فصرخت بي وقالت .. ليست مشكلتي.. ثم شدتني من شعري
ورمتني في الخارج..
لم أكن اعلم ماذا أفعل ولا حتى أملك المال.. فبقيت أدق على الباب كي تفتح لي ولكنها لم تكترث..
كان المنزل في الطابق الأخير.. وكان يوجد امام المنزل مثل سجادة صغيرة للأحذية..
جلست عليها ولَم أشعر بنفسي إلا وأنا نائمة أمام المنزل.. وفِي الساعة الثانية عشرة ليلاً شعرت بشيئ يضربني .. فتحت عيناي فوجدت نهلة..
تضربني بقدمها.. قائلة.. قلبي لم يطاوعني أن تنامي هنا.. هيا إلى الداخل..
كنت مكسورة جداً فأمسكت يدها وقبلتها وقلت لها شكرًا يا خالتي نهلة..
ودخلت إلى سريري وأنا ارتعش من البرد.. وفي الصباح
استيقظت على صوت خالتي نهلة
وهي تقول لي.. مريم المحقق يريد أن يتحدث معكِ على الهاتف..
أسرعت وأنا أركض الى الهاتف..
الو مرحبا أنا المحقق علي..
فقلت له : أهلآ يا سيدي هل عرفتم من الجاني ؟
فقال لي لقد وعدتك وأنا على وعدي..
فقلت له أرجوك أخبرني من الحقير السافل الذي فعلها ؟
فقال لي :
يتبع ..
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.