حماس تقبل دعوة السلطة الفلسطينية لمحادثات الوحدة بعد الإفراج عن مسؤول رفيع المستوى
أفرجت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية يوم الأحد عن مسؤول كبير في حماس تم اعتقاله يوم الخميس الماضي بتهمة التشهير بمسؤولين فلسطينيين وإثارة الفتنة الطائفية، مما يمهد الطريق أمام الحركة التي تتخذ من غزة مقرا لها للمشاركة في اجتماع لقادة الفصائل في مصر في نهاية هذا الشهر.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن هددت حماس وجماعات فلسطينية أخرى، بما في ذلك الجهاد الإسلامي الفلسطيني، بمقاطعة الاجتماع المزمع لقادة الفصائل الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة في 30 يوليو لمناقشة سبل تحقيق الوحدة الوطنية.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد دعا قادة الفصائل إلى الاجتماع ردا على العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين للاجئين في وقت سابق من هذا الشهر.
عباس يأمل في إقناع حماس والجماعات الفلسطينية الأخرى بالانضمام إلى وحدة جديدة
وقال مسؤولون فلسطينيون إن عباس، الذي قد يشارك هو نفسه في مناقشات القاهرة، يأمل في إقناع حماس والجماعات الفلسطينية الأخرى بالانضمام إلى حكومة وحدة وطنية جديدة من شأنها إنهاء الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأثار اعتقال الشيخ مصطفى أبو عرة البالغ من العمر 63 عاما، وهو من سكان بلدة طوباس في غور الأردن، انتقادات حادة من حماس وفصائل فلسطينية أخرى، فضلا عن منظمات حقوق الإنسان.
بعد وقت قصير من اعتقاله، تم نقل أبو عرة، الذي يعاني من مرض في القلب، إلى المستشفى لتلقي العلاج الطبي. يوم السبت تم نقله إلى مركز شرطة تابع للسلطة الفلسطينية في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية.
وقال ممثل عن الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان التقى أبو عرة في مركز الشرطة إن زعيم حماس متهم بالتشهير بالمسؤولين الفلسطينيين وإثارة الفتنة الطائفية. وطالبت المجموعة بالإفراج الفوري عنه بسبب حالته الصحية غير المستقرة وطبيعة التهم الموجهة إليه، والتي تندرج ضمن فئة حرية التعبير.
وأدانت منظمة “محامون من أجل العدالة”، وهي منظمة غير حكومية مقرها رام الله، قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لرفضها السماح لأحد ممثليها بزيارة أبو عرة وغيره من “المعتقلين السياسيين” في سجون السلطة الفلسطينية. ودعت أيضا إلى الإفراج الفوري عن ممثل حماس.
وادعت مصادر فلسطينية أن أبو عرة اعتقل فيما يتصل بحادث تعرض خلاله اثنان من كبار قادة فصيل فتح الحاكم، وهما محمود العالول وعزام الأحمد، للمضايقة وطردا من مخيم جنين للاجئين. ووقع الحادث، الذي اعتبر إحراجا خطيرا للقيادة الفلسطينية، خلال جنازات بعض الفلسطينيين الذين قتلوا خلال العملية العسكرية الإسرائيلية.
ووفقا للمصادر، كان أبو عرة حاضرا عندما وقع الحادث، لكنه حاول في الواقع تهدئة الوضع ومنع الاعتداء الجسدي على العالول وأحمد.
وردا على الاعتقال، هددت حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني بمقاطعة الاجتماع في القاهرة ما لم تفرج قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية عن أبو عرة وغيره من “المعتقلين السياسيين”.
وأعلن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية زياد النخالة يوم الأحد أن حركته لن تحضر الاجتماع ما لم يتم إطلاق سراح جميع المعتقلين من سجون السلطة الفلسطينية. وادعت الجماعة مؤخرا أن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية اعتقلت خمسة من أعضائها في منطقة جنين.
لكن السلطة الفلسطينية قالت إن الرجال ينتمون إلى فتح وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني واعتقلوا بسبب دورهم في هجوم على مركز للشرطة الفلسطينية في قرية جبع بالقرب من جنين.
اعتقلت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية ناشطين من الجهاد الإسلامي في فلسطين، هما مراد ملائشة ومحمد براهمة، في اليوم الأول من الحملة الإسرائيلية. ووفقا لأصدقائهم، فقد ألقي القبض عليهم بينما كانوا في طريقهم إلى مخيم جنين للاجئين للانضمام إلى القتال ضد القوات الإسرائيلية. ولا علاقة لهما بالهجوم على مركز الشرطة، الذي وقع بعد أيام من سجنهما.
واعتقلت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية ناشطين آخرين من الجهاد الإسلامي، هما جميل جعار وأركام أحمارو، الأسبوع الماضي في طولكرم والخليل.
وفي أعقاب إطلاق سراح أبو عرة، أعلنت حماس أنها قبلت دعوة عباس للمشاركة في اجتماع قادة الفصائل في القاهرة. وقال خليل الحية، المسؤول البارز في حماس، إن الاجتماع المقبل يوفر فرصة لتحقيق الوحدة الوطنية. وأضاف أن حماس ستبذل قصارى جهدها لضمان نجاح الاجتماع.
المصدر / jpost
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.