المبعوث الأمريكي يناقش ‘احتمالات’ العرض الإسرائيلي السعودي مع نتنياهو
التقى مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس يوم الأحد لمناقشة عملية عسكرية إسرائيلية أكثر استهدافا ضد حماس في غزة من شأنها أن تقلل من مخاطر الأضرار الجانبية المدنية.
وأطلع المبعوث الأمريكي نتنياهو ومناقشاته مع ولي عهد السعودي محمد بن سلمان في السعودية، وفقا لبيان أمريكي. وتقضي الخطة الأمريكية بأن تعترف السعودية بإسرائيل وتساعد السلطة الفلسطينية على حكم غزة مقابل مسار لإقامة دولة في نهاية المطاف للقطاع.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إنهم ركزوا على العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح بجنوب غزة والمساعدات الإنسانية والرهائن المحتجزين في غزة.
وأضاف البيان أن “السيد سوليفان أعاد التأكيد على ضرورة أن تربط إسرائيل عملياتها العسكرية باستراتيجية سياسية يمكن أن تضمن الهزيمة الدائمة لحماس وإطلاق سراح جميع الرهائن ومستقبل أفضل لغزة”.
ولم يتم الكشف عن أي تفاصيل على الفور.
يعارض نتنياهو فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة باعتبارها تهديدا وجوديا للأمن القومي الإسرائيلي.
ويؤكد أن إسرائيل ستحتفظ بسيطرة أمنية مفتوحة على غزة وستعمل فقط مع الفلسطينيين المحليين غير المنتسبين إلى حماس أو السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب.
وتعهد نتنياهو بعدم التوقف عن القتال ضد حماس حتى يتم هزيمة الحركة الإسلامية وإعادة جميع الرهائن المتبقين إلى ديارهم.
ومع ذلك، تواجه حكومته خلافا داخليا حول خطة الحكم في غزة بعد الحرب.
هدد بيني غانتس، أحد وزراء حكومة الحرب، بالانسحاب من الائتلاف الحاكم يوم السبت، ما لم يوافق نتنياهو على “خطة عمل” لما بعد الحرب بحلول 8 يونيو.
وقال غانتس إن هذا يجب أن يشمل خطوات لهزيمة حماس وإعادة الرهائن إلى الوطن واتخاذ خطوات نحو تشكيل “إدارة أمريكية وأوروبية وعربية وفلسطينية تدير الشؤون المدنية في قطاع غزة”.
ووصف نتنياهو تصريحات غانتس بأنها “كلمات مغسولة” وقال إنها ستؤدي إلى “هزيمة لإسرائيل والتخلي عن معظم الرهائن وترك حماس سليمة وإقامة دولة فلسطينية” وهو ما يعارضه نتنياهو.
القتال في مختلف أنحاء غزة
يحتدم القتال العنيف في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث تحاول إسرائيل التخلص من خلايا حماس التي عادت إلى الظهور.
قتل 27 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، في غارة جوية إسرائيلية في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة يوم الأحد.
وأسفرت غارة منفصلة في مكان قريب عن مقتل خمسة أشخاص، وفقا لخدمة الطوارئ التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
في دير البلح، وهي مدينة أخرى في وسط غزة، قتلت غارة زاهد الحولي، وهو ضابط كبير في الشرطة التي تديرها حماس، ورجل آخر، وفقا لسجلات مستشفى شهداء الأقصى، الذي استقبل الجثث من المنطقة.
وتكثف القوات الإسرائيلية حملتها في مدينة رفح الحدودية الجنوبية التي تعتبرها إسرائيل آخر معقل لقوات حماس.
رفح هي أيضا مركز للاجئين النازحين من جميع أنحاء القطاع. وكان نحو 1.4 مليون مدني فلسطيني يحتمون هناك، قبل بدء العملية قبل أسبوعين.
ومنذ ذلك الحين، فر ما يقدر بنحو 800,000 شخص من المدينة دون مكان آمن يذهبون إليه، بحسب ما قاله رئيس وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين يوم السبت.
قتل جنديان إسرائيليان في معركة في الجزء الجنوبي من قطاع غزة، قال الجيش يوم الأحد.
وقال الجيش إن جنديا ثالثا أصيب بجروح خطيرة في شمال غزة في 15 مايو أيار توفي يوم الأحد.
أزمة إنسانية
كما أن المعارك بالقرب من معبري رفح وكرم أبو سالم في جنوب غزة “أغلقت بشكل فعال” طرق المساعدات الإنسانية هناك، قال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، يوم الأحد.
وقال غريفيث: “لذلك، فإن وصول المساعدات عبر الطرق البرية إلى الجنوب وإلى رفح، والأشخاص الذين هجرهم رفح يكاد يكون معدوما”، واصفا الأزمة الإنسانية بأنها “مروعة”.
وقال، إذا لم تصل المساعدات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها، فإن “تلك المجاعة، التي تحدثنا عنها لفترة طويلة، والتي تلوح في الأفق، لن تلوح في الأفق بعد الآن. ستكون هدية”.
اندلعت حرب إسرائيل على غزة بسبب هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر والذي أسفر عن مقتل 1,200 شخص وأدى إلى أسر حوالي 250 رهينة، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.
وأسفر الهجوم المضاد الذي شنته إسرائيل في غزة عن مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس، والتي تضم مدنيين ومقاتلين في إحصاءاتها، لكنها تقول إن معظم القتلى من النساء والأطفال.
وتقول إسرائيل إنها قتلت أكثر من 14 ألف مسلح ونحو 16 ألف مدني.
المصادر / رويترز / وأسوشيتد برس / ووكالة الأنباء الفرنسية.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.