رواية الصياد (الجزء الثاني) (الفصل الحادي عشر)
نظر جاسر لهما بذعر وجحظت عيناه وحاول الهرب الا أن فهد سارع بامساكه لاكما اياه فى وجهه ودفعه على الأرض واستلقى فوقه يسدد له اللكمات قائلا
وحياة أمك بتهرب دلوقتى بعد اللى كنت عايز تعمله فاكر ان احنا نايمين على ودانا ولا ايه
ظل يسدد له اللكمات الى أن أصبح وجهه كالخريطة فأمره سليم بالإبتعاد قائلا
كفاية يا فهد
أبتعد عنه فهد بضيق أما سليم أمسك يد دانا قائلت بحنو
متخافيش يا بنتى محدش هيقدر يقربلك
كانت ترتجف بين يديه كالأرنب المذعور غير قادرة على التفوه بحرف فما عاصرته منذ قليل لم يكن هينا أبدا
أما أحمد كان ينتظر جاسر الذى تأخر فى العودة فنهض متأففا وهو يقول
اخوك اتأخر يا سامر وأنا عايز أمشي يالا فارس ولا هتستنى
نهض فارس هو الأخر قائلا
لا استنى أنا جاى معاك
دلف أحمد الى غرفته برفقة فارس ورأى جاسر ملقى على الأرض فاقدا لوعيه وفهد يجلس على مقعد بجانبه أما والده ينظر له نظرات غاضبة و يجلس على الأريكة ودانا تجلس بجانبه تتمسك به بخوف ونظرات زائغة
سار بسرعه حيث تجلس دانا وجلس بجانبها وهو يمسك يدها التى وجدها باردة كالثلج
دلك يدها برفق موجها حديثه لوالده
فى ايه يا بابا ودانا مالها
التفت له أبيه بحدة قائلا
فى ان أنا نبهتك قبل ما نيجى هنا تاخد بالك من أختك ومراتك وقلتلك عمتى وبنتها مش ساهلين وان كان ممكن ارفض اجى هنا بس وافقت علشان صلة الرحم مش أكتر وقلت يمكن ندموا على اللى حصل زمان بس للاسف كنت غلطان
صمت قليلا ينظر لدانا التى تبكى بصمت ثم تابع بحده
قعدت اتكلمت معاك قبل ما نيجى هنا فاكر ولا لا نبهتك تاخد بالك بس انت اديت الأمان أكتر من اللازم لو أنا ملحقتش مراتك كان زمان الحيوان ده اغتصبها
جحظت عيناه من الصدمة ونظر لجسد جاسر المسجى على الأرض فاقدا لوعيه وتحولت نظراته من الدهشة الى الغضب وعندما حاول الاقتراب منه صرخ فيه سليم قائلا
اوعى تقرب منه فهد قام بالواجب معاه يالا حضر شنتطتك هنمشي من هنا وفهد هيفضل معاك لغايه ما تخلص
نهض سليم وجذب دانا لتسير معه وحاول أحمد اعتراض طريقه فرفض سليم قائلا
لما تبقى أمين عليها ابقى تعالى
غادر سليم الغرفه تاركا أحمد على وشك تحطيم الغرفة
دلف سليم الى غرفته هو ونوران فنهضت نوران من على الفراش بسرعه عندما رأت هيئة دانا المشعثة قائلة
مالها يا سليم
جلس سليم على الفراش هاتفا بتعب
اتصلى بدينا بس تجيب ليها هدوم وتحضر شنطتها وحضرى الشنط علشان نمشي من هنا لغايه ما اكلم درية وماما
أومأت نوران بالموافقة وأمسكت هاتفها لتفعل ما طلبه منها
بعد قليل بدأ الجميع تجهيز حقائبه من أجل المغادرة غير مدركين ما الأمر ولكن سليم من طلب ذلك وعلى الجميع الامتثال لطلبه
بعد ساعة
كان الجميع فى بهو الفندق يستعدوا للمغادرة وكانت درية تقف بجوار دانا وتحاول أن تجعلها تتكلم وتخبرها ما بها ولم وجهها شاحب هكذا ولكن اقتصرت دانا فى الرد أنها أخذت برد فى معدتها ليس أكثر
كان أحمد يسير بجانبها متجهم الوجه ينظر لها بين الحين والأخر وهى تتجنب النظر اليه كما طلب منها سليم لتوانيه عن تنفيذ ما طلبه والده بأن يأخذ حذره
إعترضت طريقهم قدرية تستفسر منهم عن السفر المفاجئ فأخبرها سليم أن دانا مرضت وعليهم المغادرة بسبب أعمالهم المتوقفة ثم طلب منها التحدث بمفردهما
وقفا بعيدا عن الأعين فباغتها سليم قائلا بغضب
كنت فاكرك اتغيرتى يا عمتى بس للأسف هتفضلى حقودة زى ما انتى زمان بتحقدى على مراتى وأمى ودلوقتى جاية تكمليها بمرات ابنى يا عمتى باعته حفيدك يغتصب مرات ابنى أقسم بالله كان ممكن أوديه ورا الشمس بس برده راعيت انه حفيدك واكتفيت باعادة تربيته من الأول اللى واضح انه مشفش رباية أصلا وعلى فكرة أنا مراقب كل حاجه من ساعه ما وصلت هنا وعارف ان حفيدك كان بيحاول يقرب من بنتى ومرات ابنى بس لو كنتوا مفكرين انكم تقدروا تمسوا شعرة منهم يبقى متعرفوش من هو سليم السيوفى
غادر سليم تاركا قدرية غير مستوعبة الصدمة من كشف مخططها وتهديد سليم المبطن لها
فى المساء
عاد الكل الى منازلهم وكان سليم مستلقى على فراشه ناظرا للسقف بشرود يفكر فيما فعله عندما طلب من دانا الابتعاد عن أحمد قليلا ليجعله يشعر بالخطأ الذى ارتكبه عندما استهان بحديث أبيه
جلست نوران على الفراش ناظره له بتساؤل منذ عودتهم وهو صامت لا يتحدث مع أحمد سوى أحمد الذى وقف معه بعيدا ملقيا عليه عدة كلمات فقط ثم تركه ليدلف أحمد الى غرفته صافعا وراءه الباب وراءه بغضب
وضعت يدها على ذراعه قائلة
مالك يا سليم أول مرة متقولش اللى شاغلك
تنهد سليم ونام على جانبه ناظرا اليها بهدوء قائلا
عارفك مش هتسكتى الا لما تعرفى
ابتسمت له قائلة
طالما عارفنى يبقى تتكلم أحسن
تنهد بتعب وبدأ يقص عليها ما حدث وطلب منها عدم إخبار أحد بما حدث
صدمت نوران مما سمعت وحمدت ربها أن سليم استطاع إنقاذ دانا فى الوقت المناسب ووعدته أنها لن تخبر أحدا
كان أحمد يدور فى غرفته كالأسد الحبيس يحاول الاتصال بها وهى لا ترد على اتصالاته فبعث رسالة لها وكان محتواها
(ردى على التليفون أحسن يا دانا والا هنزلك تحت واللى يحصل يحصل )
عندما أتتها رسالته ابتسمت وبعثت له بأخرى وكان محتواها
اعمل اللى تعمله وأنا حالا هتصل بأونكل سليم
بعثت رسالة لسليم
أحمد هينزل تحت الحقه يا أونكل مش عايزة ماما تعرف حاجه
نهض سليم من على الفراش واتجه الى غرفه ولده وجده يهم بالخروج من المنزل فقال بغضب
نفسي أعرف ليه بتتعمد تعصى أوامرى وكده هتضطرنى أعاملك زى العيال الصغيرة
ضغط أحمد على أسنانه من معاملة ابيه فهو يريد الذهاب والاطمئنان عليها ووالده لا يعطيه فرصة حاول الحديث قاطعه سليم قائلا بحده
ادخل اوضتك احسن يا استاذ ومفيش خروج ولو رحتلها أقسم بالله لتشوف وشي التانى
دلف أحمد الى غرفته وأمسك هاتفه وبعث رساله لها
وربنا لأوريكى أنا تشتكينى لأبويا زى العيال الصغيرة
ابتسمت وهى تقرأ الرسالة ثم أغلقت هاتفها وتمددت على فراشها استعدادا للنوم
فى الصباح
فى الجامعه
كانت رحيق مازالت بلعبتها مع يوسف وتحاول أن تجعله يصدق أنها وافقت على الزواج منه احتراما لكلمة والدها فقط
أوقفها يوسف قائلا بتأفف
يا بنتى اسمعينى بقى حرام عليكى ده احنا قرينا الفاتحه ولبستك دبلة كمان
التفتت له ولوت شفتيها قائلة بتهكم
انا وافقت بس علشان خاطر بابا مش أكتر ومتحلمش بأكتر من كده
ضحك بسخرية وهو يقترب منها قائلا
طيب عينى فى عينك كده وقوليها تانى
ابتلعت ريقها بتوتر من اقترابه منها وتراجعت للخلف بسرعه قائلة
ابعد شويه لو سمحت عيب كده
رجع للخلف متأففا وقال بتهكم
متغيريش الموضوع وقوليها
ضغطت على شفتيها فى محاولة للتهرب منه وقالت
معنديش كلام تانى أقوله غير اللى قلته بعد اذنك لازم أمشي
غادرت رحيق من أمامه تاركة اياه ينفخ من الغيظ ودقيقة أخرى ييخرج نيران من فمه كالتنين
ذهبت رحيق وجلست بجوار دينا التى تتابع كتابة المحاضرات التى فاتتها فى الايام الماضية فلوت شفتيها بسخرية قائله
ايه يا حبيبتى المذاكرة مقطعه بعضها ولا ايه
نظرت دينا لها بغيظ ثم نظرت أمامها مرة أخرى قائلة
فارس عايز امتياز السنة دى وهيساعدنى فى الماجيستر ولازم انقل المحاضرات اللى فاتتنى اليومين اللى فاتوا لانى مبحبش التصوير بحب اكتب بايدى
تنهدت رحيق ونظرت أمامها فى شرود
نظرت لها دينا بتساؤل وقالت
مش هتقولى حكاية الدبلة اللى فى ايدك دى ايه
نظرت للدبلة وملست عليها بابتسامة حالمه وقالت
يوسف جه لبابا وحكاله كل حاجه وبابا وافق وقروا الفاتحه ولبست الدبلة دى والشبكة فى الفرح
لكزتها دينا بغيظ قائلة
لا والله تتخطبى من غير ما اعرف المرة الجاية اتصلى بيا وقوليلى انا اتجوزت
ضحكت رحيق على صديقتها الحمقاء وقالت
انتى كنتى مسافرة اعملك ايه وبعدين دى دبلة متجوزتش يعنى
ابتسمت دينا وقالت
يعنى سامحتى يوسف والدنيا حلوة اهه
ضحكت رحيق وقالت
سامحته بس مفهماه انى موافقه غصب عنى عايزة أربيه شوية
ردت دينا بخفوت
متطوليش فى اللى بتعمليه وعيشي حياتك بقى وانسي اللى فات
كان أحمد يقف فى شرفه غرفته منتظرا أن تخرج درية فى هذا الوقت كالمعتاد للذهاب الى السوق وعندما رأها ارتدى حذائه وخرج بسرعه من غرفته متجها للأسفل
دق على الباب ففتحت دانا له قائلة بجفاء
نعم
أزاحها من طريقه ودلف الى الشقة جالسا على إحدى المقاعد واضعا قدم فوق الأخرى قائلا بتهكم
تعالى يا دانا ولا خايفة منى
حاولت كتم ابتسامتها على ما يفعله وقالت
اتفضل من غير مطرود ماما ممكن تيجى فى أى وقت
نهض بتثاقل من على المقعد واتجه اليها ببطئ قائلا
حماتى قدامها على الأقل ساعة يعنى اتعدلى لأعدلك عمال أكلمك من امبارح وانتى مبترديش ليه
توترت من قربه ورجعت الى الخلف قليلا للحفاظ على مسافه بينهما وقالت
مينفعش كده امشى من هنا لحد يشوفنا
نظر لها بغيظ قائلا
على فكرة أنا جوزك واقفلى الباب سيباه مفتوح ليه
حاول إغلاق الباب وضعت يدها لتمنعه قائله برجاء
بلاش احنا مكتوب كتابنا لسه وكده غلط حد من الجيران يشوفنا
فى شقة سليم
كان يجلس برفقة أمه وزوجته يتناولون الإفطار بصمت الى أن قطعته منى قائلة
ايه اللى حصل هناك يا سليم علشان تاخد قرار الرجوع فجأه كده
نظر لها بصمت وتنهد قائلا
اللى حصل حصل يا ماما موضوع وخلص وياريت ميتفتحش تانى
أومأت منى برأسها قائلة
ماشي يا سليم مش هضغط عليك علشان تقول إنت أدرى واحد بمصلحة الكل وعارف بتعمل ايه كويس
قبل سليم يدها قائلا
تسلميلى يا ست الكل ربنا يخليكى ليا
صمت قليلا ثم قال
أحمد فين معقول لسه نايم
ضحكت نوران وقالت
لا صحى ونزل
رد سليم بتساؤل
راح فين
أجابته منى قائلة
كان ماشى بالراحة زى الحرامية وقالى متقوليش لبابا
نهض سليم من مكانه قائلا
أنا عارف هو راح فين
فى الأسفل
كان أحمد قريبا من دانا بشدة وعلى وشك تقبيلها قاطعه صوت سليم الساخر قائلا
بتعمل عندك ايه يا أستاذ
يتبع..
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.