رواية الصياد (الجزء الثاني) (الفصل السابع)
وقعت مغشيا عليها فهرع الجميع عليها وسمع فارس صوت نوران وهى تصرخ باسمها
خرجت دانا بسرعه من غرفه أحمد عندما سمعو اصواتهم وخرج أحمد هو الاخر وراءها ليعرف ما يحدث
تم نقل دينا لاحدى غرف الفحص وأخبرهم الطبيب انها تعانى من ضعف وعدم تناولها للطعام يومين وماحدث لأخيها أيضا كل شئ اثر على حالتها
خرج الطبيب بعد أن أعطاها دواءا وركبت لها الممرضه محلولا
جلست أمها بجانبها وامسكت يدها قائله بعتاب
كده تقلقينا عليكى يا دينا مش كفايه احمد
ابتسم لها أحمد واقترب من أمه قائلا
هى زى القرد يا ماما متخافيش دى عايزة تشوف غلاوتها عندنا مش أكتر وبعدين ماله أحمد ما هو زى الفل اهه
صمت قليلا ثم نظر الى دانا وغمز لها بمرح قائلا
والحادثه كمان جات فى مصلحته
ضحك الجميع عليه الا دينا التى تنظر للسقف بشرود تتخيل حياتها بدونه ثلاثة أشهر وأيضا من المحتمل أن يستقر هناك ولا تراه مجددا
ألم يمزق فى صدرها وجع احتل قلبها فقد خسرته وانتهى الأمر
خرج الجميع وتركوها بمفردها لتستريح قليلا لحبن الانتهاء من اجراءات المشفى قبل أن يغادروا الى المنزل
دقات على باب غرفتها جعلتها تفيق من شرودها أعقبها دلوف رحيق الى الغرفه وهى تقول بنبره قلقه
مالك يا حبيبتى طنط نوران قلقتنى عليكى لما اتصلت
نهضت دينا وجلست على الفراش تنظر لرحيق بصمت ونظرات باردة فاقدة للشعور
اقتربت منها رحيق وجلست بجانبها قائلة بخوف
مالك يا دينا متقلقنيش عليكى
احتضنتها دينا بشدة وارتفع صوت نحيبها بصوت يقطع نياط القلب وقالت بشهقات متتابعه
فارس سابنى خلاص ومشي سافر أمريكا يا رحيق تلات شهور ويمكن يستقر هناك وميرجعش تانى
أبعدتها رحيق عنها ونظرت لها بقوة قائلة
وانتى سكتى مروحتيش ترجعيه ليه …سيبتيه يمشي وخلاص وقاعده انتى هنا تبكى على الأطلال مش كده
نهرتها دينا قائلة
كفاية بقى أنا مش مستحملة أعمل ايه يعنى وهو بيكلم عمتى يقولها انه فى الطيارة أرجعه إزاى ساعتها
ابتلعت رحيق ريقها فيجب أن تواجهها فهى من فعلت بنفسها ذلك هى من أضاعته بعندها وكبريائها اللعين فهتفت بجمود
انتى السبب انه يمشي قلتلك اتكلمى معاه وواجهوا بعض عندك مش هيجيب ليكى غير الوجع يا صاحبتى بس كالعادة الست دينا ازاى تسمع لحد تانى غير دماغها الناشفة مسمعتيش كلام صاحبتك الوحيدة وركبتى دماغك برده
صمتت قليلا تلتقط أنفاسها فى حين أن دينا تنظر لها بدموع فقد كشفتها وعرتها أمام نفسها
أما رحيق لم تكترث لدموعها فيجب أن تفيق لنفسها قبل فوات الاوان وتفقد حالها كما فقدت فارس فقالت
عندك معاه خسرك كتير وأهم حاجه خسرتيه هو عايزة راجل يقبل على نفسه ازاى واحده مش مهتمه غير بنفسها وكيانها…واحدة عشقها وهيا قالتله مبحبكش انت بالنسبه ليا جواز صالونات …واحدة عرفت انه عامل خطة علشان يعرف حقيقة مشاعرها ويرجعها ليه فقلبت الطربيزة عليه وبقت تعامله ببرود وكانه جوازة من واحدة غيرها أخر اهتمامتها
صرخت دينا بوجع قائلة
كفايه بقى انتى كده بتدبحينى بسكينة تلمة أنا عارفه انى غلط بس لو كان بيحبنى كان استحملنى كان حاول يتكلم معايا…ميعملش خطط عليا ويجيب واحدة يقول عنها خطيبته…كان وقف جنبى وفضل معايا مش يهرب من أول مشكلة تقابلنا
خفضت صوتها قليلا وقالت بانكسار
كان يكون موجود معايا دلوقتى مش سافر وسابنى لوحدى
فتح الباب بشدة واتاها صوته قائلا
وانا مقدرتش أسافر وأسيبك يا دينا بالرغم من انك عايزة كسر رقبتك دى الا انى لسه بحبك وهفضل أحبك
صمتت دينا وبقيت تحدق به بعدم تصديق هل عاد لأجلها ؟ هل يقف أمامها الآن ؟
ظلت شاردة تحدق به وهو يبتسم لها بدون أن يتفوه بحرف لم تفق من شرودها إلا على صوت إغلاق الباب بسبب ترك رحيق الغرفه لهما ليتحدثا بمفردهما
اقترب من فراشها قائلا بابتسامه عاشقه خالصه لها فقط
رجعت علشانك بس يا دينا ومش همشي وهفضل جنبك وهستحمل جنانك ومش هييأس أبدا
جاءت لتتحدث قاطعها قائلا بتأفف
ولا كلمة يا بنت خالى أنا عارفك مفسدة للحظات دى فمش عايز أسمع حرف أنا جيت بس أطمن عليكى واقولك انى مش هسافر وهفضل هنا
أنا هخرج علشان مينفعش أفضل هنا وهشوفك تانى أن شاء الله بس وإحنا بنقرأ الفاتحة
عادت رحيق الى منزلها بعد أن اطمأنت على رفيقتها
دلفت الى صالة منزلها تبحث عن أبيها وجدته يجلس مع يوسف ويقرأ الفاتحة
حملقت بهما غير قادرة على إستيعاب ما يحدث أمامها ورمشت بأعينها عدة مرات لتتأكد مما تراه أبيها يضع يده فى يد يوسف ويقرأ الفاتحة
هتفت بعدم تصديق وإستنكار لما تراه أمامها
أنتوا بتعملوا ايه
أشارت على يوسف قائلة
وانت ايه اللى جابك هنا
نهض أبيها ووقف أمامها قائلا بابتسامته الواسعة
كنت بقرأ فاتحتك مع يوسف يا رحيق
نظرت له بعدم تصديق هاتفه بضيق
فاتحتى ازاى يعنى ومن غير ما حضرتك تاخد رأيي يا بابا
ضحك أبيها ونظر لها بمكر قائلا
ده على أساس انك مش بتحبيه مثلا على فكرة هو جالى وقالى على كل حاجه يا رحيق وأنا سألت دينا صاحبتك واتاكدت فعلا انك بتحبيه لولا سوء التفاهم اللى حصل كان زمانه خطبك من فترة وانا مش هلاقى حد يحبك ويخاف عليكى زيه علشان كده وافقت وقرأت معاه الفاتحة
نظرت ليوسف وجدته ينظر لها بابتسامة ماكرة فتنهدت بتعب لكل ما يحدث معها ولكنها لا تنكر سعادتها الخفية بخطبتها له فكما واجهت دينا يجب أن تواجه نفسها بأنها مازالت تحبه وغير قادرة على المضى قدما الى الأمام بدونه
فقالت بنبرة ماكرة
اللى تشوفه يا بابا كلامك سيف على رقبتى مقدرش أعارض حضرتك حتى لو كنت مش عايزة بس حضرتك أدرى بمصلحتى عن اذنك
دلفت رحيق الى غرفتها وهى تبتسم بمكر أما يوسف نهض بسرعه ووقف أمام أبيها قائلا بتوجس
كلامها ده معناه إيه ياعمى
ضحك والد رحيق بشدة وقال
معناه انها موافقه على الارتباط بيك بس جايباها من ناحية انها لازم تسمع كلام أبوها وانه ادرى بمصلحتها ..معلش ربنا يعينك يا ابنى
خرج أحمد من المشفى برفقة الجميع وعاد الى المنزل أما هند عادت الى منزلها برفقة فهد وفارس
ودرية دلفت الى منزلها لترتاح قليلا تاركة دانا تصعد مع أحمد
دلف أحمد الى الشقة ثم صاح بألم قائلا
اااه رجلى مش قادر عايزة حد يسندنى لغايه جوه
اقترب منه سليم ورفع حاجب واحد له دليلا على عدم تصديقه له وقال
وهيا رجلك مالها المفروض دراعك بس
تنحنح أحمد بخفوت قائلا.
جارينى بس خلينى أكمل الصلح للأخر يا ابو أحمد
ابتسم سليم له وهتف بصوت عالى قائلا
معلش يا حبيبى الدكتور قال رجلك فيها كدمات ولازم هتوجعك استحمل شوية
اقتربت منه نوران وهى تحاول اسناده قائلة
تعال حبيبي وانا اللى هدخلك جوه
احمد بخبث..لا يا ماما انتى تعبانه دانا هيا اللى هتدخلنى ارتاحى انتى
نوران بخبث وقد استشعرت مكره على تلك الفتاة التى تقف خلفها ..لا انا اللى هدخلك
احمد بضيق..ماما هيا كلمه انتى تعبانه لو سمحتى روحى ارتاحى يالا يا دانا
هتف سليم بابتسامه قائلا
سبيه يا نوران وخلى مراته تدخله وتعالى ارتاحى انتى وغمز لابنه
احمد وهو يغمز له..ربنا يخليك للغلابه يا صياد
دخل احمد الغرفه وكان يستند على دانا
جلس على السرير وجذب دانا اليه
دانا بتوتر..اوعى لطنط تشوفنا يا مجنون
احمد بخبث..وفيها ايه عادى
هتفت دانا باحراج مما يفعله ..هو ايه اللى عادى انا بتكسف انت مفيش خالص
احمد بابتسامه..لا يا قلبى انا مش وش كسوف
دانا..طيب اوعى بقى عايزه اروح انام منمتش من امبارح
احمد بعبوس … كده تسبينى لوحدى وعايوة تمشي طيب تعالى اقعدى معايا شويه وبعدين روحى
كانت نوران تفف على باب الغرفه وتبتسم من اجلهم واتى سليم ايضا
سليم بمكر..مالك واقفه كده ليه
نوران بابتسامة.فرحانه انهم اتصالحوا
سليم بضحك..تحبى ارخم عليهم
نوران بدهشه .. ترخم عليهم ازاى
سليم وهو يصفق بيديه ..اتفرجى وشوفى
دخل سليم الغرفه قائلا بصوت عالى
..سيبها يا ابو حميد
تركها احمد بسرعه
نظر سليم لدانا بابتسامه قائلا
..روحى يا دانا ارتاحى شويه انتى تعبانه
دانا باحراج ..شكرا يا اونكل وغادرت الى بيتها
سليم بمكر..مالك مكشر ليه
احمد بضيق..يعنى حضرتك مش عارف انا مكشر ليه
سليم بخبث..لا مش عارف حد زعلك او عملك حاجه ضايقتك
احمد بنفاذ صبر ..بابا كلم حماتى خلينا نعمل الفرح انا خاطب البت دى من واحنا عندنا خمس سنين
سليم بابتسامه ..حاضر شويه كده انت لسه تعبان
احمد..كلمها بس وخلى الفرح بعد شهر اكون جهزت الشقه
سليم..ماشي بس برده مش هتقولى كنت مكشر ليه ولا اقولك انا انك كنت مكشر علشان دخلت وخليت دانا تروح
احمد طيب حضرتك عارف اهه
سليم بتنهيدة
مش علشان كاتب كتابها يبقى يحقلك انك تقعد معاها لوحدكم فى اوضه نومك كده غلط ختى لو كانا مراتك احنا اتربينا على كده ومينفعش تيجى انت تعمل عكسه
فى المساء
ذهب فهد مع فارس وهند الى بيت سليم
رحب سليم ونوران واحمد بهما
سليم بابتسامه ..عامل ايه يا فهد انت وهند
أجابه فهد بابتسامه
الحمد لله كويسين اوى
ظلوا يتحدثون فترة حتى مل فارس فقال
فارس..ايه يا جماعه سيبكم من الكلام ده دلوقتى خلينا فى المفيد يا بابا
احمد بغمزه..ايه يا دوك مالك مش مرتاحلك
فارس بابتسامه..اقعد فى جنب انت بس لتعكها
سليم بجدية….فى ايه يا فارس
فهد..باختصار بقى انا جاى اطلب ايد دينا لفارس قلت ايه
سليم بابتسامه..انا مش هلاقى لدينا احسن من فارس بس ناخد راى العروسه الاول هسألها وهرد عليك
هتفت هند بابتسامه
طيب نوران تنادى دينا واسالها لسه هنستنى يا سولى
ضحك سليم على الاسم التى تقوله دائما عندما تحتاح شئ وقال
قومى يا نوران نادى لدينا
اومات نوران له بالموافقه وذهبت لتحضر دينا
فى غرفه دينا
كانت متوترة بشده وتلعب باصابعها منذ ان علمت سبب مجىء فارس وفهد
دخلت نوران الغرفه وجدتها فى هذه الحاله
نوران بابتسامه..يالا يا قلبى تعالى عايزينك بره
نهضت دينا مع نوران
جلست بجانب سليم
سليم..فارس طالب ايدك يا دينا قلتى ايه
نظرت دينا الى فارس بخبث ولم ترد
سليم بقلق..ايه يا دينا ساكته ليه
اما فارس توتر بشده من كلامها وظن انها ترفض الزواج به ورجعت فى كلامها
دينا بابتسامة ..اللى تشوفه يا بابا
احمد بفرح..لووووووووووولى اخيرا يا بطه بقيتى عروسه
سليم باستياء ..اسكت يا احمد انت من ساعه ماعملت حادثه وانت بقيت اهبل
احمد..كده يا سليم ماشي
جلسوا يتشاورون فى امور الزفاف والموعد
بعد قليل حضرت دانا ودريه
احمد..الحمد لله انكم جيتوا انا كنت جايلكم
دانا..تيجى فين وانت لسه عيان
احمد..خايفه عليا يا قلبى
نظرت دانا للاسفل ولم ترد
لكزته نوران فى ذراعه مستنكره فعلته نوران..بطل تحرجها بقى انت مبتزهقش
احمد..بقولك ايه يا حماتى فرحى انا ودانا الشهر اللى جاى قلتى ايه
دريه..اللى تشوفوه انا موافقه
احمد..الله عليكى يا حماتى
هتفت دانا بسرعة قائلة
لا طبعا شهر قليل اوى شهرين ماشي انما شهر قليل أوى
لم يتسنى ﻷحمد الرد بسبب الطرقات على الباب فنهضت نوران لترى من الطارق وكانت فتاة فى العشرينات من عمرها هتفت بلوعه ودموع
بابا سليم الحقنى
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.