رواية الصياد (الجزء الثاني) (الفصل الرابع)
عندما سمعت صوته اغمضت عيناها من الغيظ وشتمت وليد فى نفسها
التفتت اليه وعقدت يديها أمام صدرها تنتظر منه أن يتحدث
نظر اليها بعشق خالص واقترب منها وأحاط وجهها براحتيه هاتفا بهمس
أتمنى انك تقبلى عزومتى على العشا كأننا اصدقاء بس هنتعشي على المركب ونقعد شوية ونمشي مش هجيب سيرة الخلافات اللى بيننا خالص هننساها دلوقتى ها موافقة
نظرت حولها رأت أن المركب زين بأفضل صورة المكان شاعرى وهادئ
تنهدت باستسلام وأومأت برأسها قائلة
موافقة
أمسك يدها ليضعها على كتفه ووضع يده على خصرها وجذبها الى سطح المركب ليرقص معها تحت ضوء القمر
جاءت لتتحدث وترفض قاطعها
هشش عايز أرقص معاكى واحنا هنا لوحدنا أرجوكى مترفضيش
وافقت دانا وبدأت الرقصة وتمايلا على نغمات الموسيقى الهادئة بدون أن يتفوه أى منهما بشئ يقطع تلك اللحظات الخاطفة
انتهت الرقصة ولكن لم يتركها أحمد بل قربها منها فى محاولة لتقبيلها الا انها تداركت الموقف بسرعة وابتعدت عنه هاتفة بغيظ
هو ده اللى هنقضى وقت كأصدقاء يا أستاذ بتستغل الفرص علشان تعمل اللى فى دماغك أنا اللى غلطانه اللى صدقتك
اقترب منها وهو يحاول أن يتحكم فى نفسه كى لا يضحك من رد فعلها وقال بهدوء
خلاص أسف يا ستى تعالى نتعشي علشان نمشي مهو أنا مش هرمى الأكل
سارت معه الى طاولة الطعام وجلست مقابله وتناول كلا منهما الطعام فى صمت وسط اختلاس أحمد النظرات العاشقه لها
مر يومان ولم يحدث فيهما شئ
دينا لم تذهب الى الجامعه منذ يومان أما دانا أنهت عملها فى شرم الشيخ
فى الصباح
كان أحمد يجلس فى مطعم الفندق بانتظار دانا ليتناول معها طعام الافطار ولكن مر الوقت ولم تحضر حاول الاتصال بها ولكن الهاتف مغلق
ذهب الى موظفى الاستقبال ليطلب رقم غرفتها ولكنهم اخبروه أنها أنهت عملها ورحلت بالأمس
طلب رقم درية وانتظر الرد
كانت درية تجلس بجوار دانا فى المنزل تسألها عن أحوالها وجدت هاتفها يضئ باسم أحمد فأجابت بمرح
جوز بنتى عامل ايه وحشتنى والله رحت تصيف وأنا لا
رد عليها باقتضاب
دانا وصلت البيت
أجابته بإندهاش
أه يا حبيبي وصلت أمال انت مجتش معاها ولا ايه
أجابها بضيق
لا بنتك جات لوحدها لسه الفندق مبلغنى انها مشيت امبارح باليل بس لما أجيلها بس أنا خلاص جبت أخرى منها
أغلق أحمد الهاتف وصعد الى غرفته ليحزم حقيبته استعدادا للعودة الى الإسكندرية
أغلقت درية الهاتف ونظرت الى ابنتها بغيظ من أفعالها الصبيانية وهتفت بضيق
انتى ازاى ترجعى من غير ما تقولى لجوزك
أراحت دانا جسدها على الأريكة التى تجلس عليها بملل وقالت
عادى يعنى فيها ايه وبعدين انا قلت لحضرتك بلاش تبلغيه لكن ازاى هو ابنك وانا بنت البطه السودة
زفرت درية بضيق وقالت
ابقى اتفاهمى معاه لما ييجى علشان انتى اللى جبتيه لنفسك
فى الجامعة
ذهبت دينا الى الجامعة بعد اصرار رحيق عليها وكانت أول محاضرة لفارس
جلست دينا بجانب رحيق فى المقعد الخاص بهم فى انتظار فارس
دخل فارس المحاضرة برفقة شيرين التى ستشاركه فى الشرح
وقف فارس أمام الطلاب والطالبات قائلا
النهاردة الدكتورة شيرين هتشاركنى فى شرح المحاضرة فى جزئيات هشرحها أنا وفى جزئيات دكتورة شيرين هتشرحها فياريت التزام الصمت والا اللى هيتكلم أو هتتكلم هتطلع بره
بدأ فارس فى اخراج أوراقه وساعدته شيرين وكانوا يضحكون بين الحين والأخر فكان يعلم أن عينى دينا تراقبه
بدأ المحاضرة وبدا فارس فى شرح الجزء الخاص به
كانت دينا تراقب كل ما يصدر منه وكانت تشتعل لضحكاته مع شيرين
لم تدرى بنفسها سوى أنها أمسكت القلم وضغطت عليه بيدها حتى انكسر
وضعت رحيق يدها على يد دينا قائلة بحزن
اهدى بس كده علشان محدش يلاحظ حاجه وشيلى عينك من عليه بقى
تنهدت دينا بضيق ونظرت الى رحيق قائلة
انا تعبانه اوى ونفسي أولع فيه على اللى بيعمله فيا ده
رأهم فارس وهم يتحدثون فضيق عيناه بخبث فقد حان وقت الأخذ بالثأر وهتف بصوت غاضب
أنسة دينا وأنسه رحيق اتفضلوا تعالوا هنا
ابتلعت رحيق ريقها وذهبت برفقه دينا لتقف أمام فارس الغاضب
ضغط على شفيه هاتفا بغضب
ممكن أعرف بتتكلموا فى ايه دى محاضرة مش مكان للرغى
حدجته دينا بنظراتها الحانقه وقالت
ده شئ ميخصكش يا دكتور
ضغط على يديه بغضب وقال
بره انتوا الاتنين بررره
اقتربت شيرين وقالت بحذر
معلش يا دكتور فارس المرة دى سيبهم ومش هتتكرر تانى
زفر فارس وابتسم لشيرين قائلا
ماشي يا دكتورة علشان خاطرك انتى بس
غضبت دينا منهما وأمسكت يد رحيق وقالت
وأنا بقى مش عايزة أحضر المحاضرة دى
انتهت من حديثها وخرجت من المحاضرة برفقة رحيق صافعه الباب خلفها
ذهبت الى كافتريا الجامعه وجلست على المقعد وهو تشتاط غضبا
رأها يوسف وهى غاضبه فاقترب منهم قائلا
مالك يا دينا
عندما رأته رحيق أدارت وجهها الى الجانب الأخر وقالت
مفيش يا دكتور تقدر حضرتك تمشي
تجاهلها يوسف وقال بغيظ
فارس اللى مزعلك يا دينا صح
اغتاظت من تجاهله لها وقالت
هو احنا هييجى من وراك انت وصاحبك غير تعب القلب رايح يخطب واحده تانيه وانت
لم تكمل حديثها ونظرت أمامها
تنهد يوسف وجلس معهما على الطاولة وقال
دينا عايز اعمل معاكى اتفاق انى لو حكيتلك اللى فارس ناوى عليه تساعدينى اصالح صاحبتك الهبلة دى
نظرت له دينا وهتفت بسرعه
وانا موافقة يا دكتور قول وأنا أساعدك
هتفت رحيق بغيظ
ايه اللى بتقوله ده وانتى كمان موافقة
تحدثت دينا بضيق
قول يا دكتور ملكش دعوة بيها
قص عليها يوسف ما يفعله فارس بمساعده شيرين فقد أخبره فارس بما يحدث
بهتت دينا لما سمعته وقالت
يعنى مش ناوى يخطبها وعمل كده علشان يربينى صح صمتت قليلا ثم اردفت بمكر
شوف يا دكتور زى ما حضرتك ساعدتنى أنا هساعدك بس ياريت فارس ميعرفش أى حاجه عن اتفاقنا
صوت طرقات عنيفة على باب المنزل جعلت دانا تبتلع ريقها من تلك الطرقات وقد عرفت صاحبها
تيبست قدماها غير قادرة على الذهاب وفتح الباب فجاءت أمها وقالت
بالراحة ياللى بتخبط الباب هيتكسر
فتحت الباب ووجدت أمامها احمد يبدو عليه الغضب الشديد وقال
اذيك يا حماتى
تجاوزها أحمد بدون أن يسمع ردها ووقف أمام دانا ينظر لها بقوة قائلا
انتى كده جبتى أخرك استحملى بقا اللى يحصلك
التفت ليغادر وقال
وليد زميلك فى الشغل بعتلى دعوة خطوبته بكرة وأقسم بالله لو رحتى لوحدك بكرة لتشوفى منى اللى عمرك ما شفتيه
غادر أحمد الى شقته وترك دانا تحاول التقاط أنفاسها بعد ذهابه كالإعصار
فى المساء
كانت نوران أعدت الطعام من أجل فهد وعائلته ودرية وابنتها فقد دعتهم لتناول العشاء معهم الليلة
حضر الجميع وتناولوا العشاء فى جو يسوده الصمت من الجميع
بعد انتهائهم جلسوا جميعا يتحدثون
جلس سليم بجوار فهد وأحمد وفارس يتحدثون
أما نوران جلست مع منى ودرية وهند ودينا جلست بجوار دانا
هتفت دانا بغيظ
شوفتى أخوكى كل أما أبصله الاقيه بيبصلى بشر أنا بدأت اخاف منه الصراحه
نظرت دينا الى أخيها وأرسلت له قبلة فى الهواء فالتقطها وأرسل لها واحدة بدون أن يلاحظهما أحد
هتفت دينا بمرح
أخويا ده عسل اديله قبلة يدينى قبله انتى بس اللى مش عارفه مفتاحه فين ، فين دانا بتاعت زمان ده ماما حكت ليا حكايات عنكم انه كان ملبسك خاتم من الابتدائى
ضحكت دانا على حديث دينا وقالت
ده كان زمان دلوقتى انا وهو زى القط والفار بالضبط
كان فارس ينظر لدينا وهى تتجاهله غير مهتمه به وأزعجه ذلك يشعر أن بها شيئا مختلف ليست دينا التى كانت تتحدث معه بغضب فى الصباح فما تجلي أمامه الأن هادئة وأكثر ما يقلقه هو هدوءها
لكزتها نوران بخفه وقالت
كفايه بقى نكت يا هند انتى مش بتبطلى ابدا
ضحكت هند بشده وقالت
خلاص هحكى لدريه حكاية سمر وامها العقربة هيا متعرفهاش
ضحكت منى عليهما وقالت
احكى يا اختى كل أما افتكر اقعد اضحك
فى المنصورة بمنزل حسين علام
يقف منصور أمام صورة أبيه الراحل ينظر لها باشتياق فقد رحل ابيه عن هذا العالم وترك على عاتقه مهمه ابقاء العائلة مجتمعه
أتت زوجته سماح من الخلف ووضعت يدها على كتفه قائلة
ادعيله بالرحمة يا منصور
التفت لها منصور بابتسامة تزين ثغره وقال
الله يرحمه بدعيله علطول
قالت سماح بتساؤل
هتكلم هند امته تعزمها هى وجوزها واخوها على فرح خالد
أجابها بابتسامة
حالا نكلمهم سوا أنا وإنتى
اخرج هاتفه وطلب رقم فهد وانتظر الرد
اجاب فهد قائلا
السلام عليكم
تحدثوا فترة على الهاتف وتحدثت هند وايضا كلا من منى وسليم
أنهى فهد المكالمة وابتسم قائلا
كلنا بقى نحضر نفسنا علشان بعد بكرة هنسافر المنصورة نحضر فرح خالد حفيد عمى منصور
هتفت نوران بفرح
وحشتنى المنصورة بلد جميلة اوى وكمان أهلها ناس كويسين
نظر سليم لزوجته وفرح لسعادتها وقال
ودرية ودانا كمان هييجو معانا لازم يشوفوا المنصورة هما كمان وهينبسطوا هناك
فى اليوم التالى
كانت دينا تجلس مع رحيق راهم فارس فاتى بصحبه شيرين ليجلس معهم
رأتهم دينا وهم قادمون وابتسمت بخبث على فارس فهو لم يري شيئا منها الى الأن
جلس بجانبها فارس وقال
اذيك يا دينا عاملة ايه
ابتسمت له بتصنع وقالت
تمام الحمد لله يا دكتور على فكرة بعتذر عن اللى حصل فى محاضرة امبارح ولو حضرتك عايزنى اعتذر قدام الطلبه معنديش مانع ولا حضرنك رايك ايه يا دكتورة شيرين
ابتسمت لها شيرين وقالت
لا خلاص حصل خير يا دينا انتوا قرايب
ابتسمت دينا بود وقالت
اه طبعا دكتور فارس عندى فى معزة اخويا احمد بالضبط وكمان حضرتك هتكونى عندى زى دانا مرات اخويا احمد لان حضرتك هتتخطبى قريب لفارس يعنى برده هتكونى مرات اخويا ويشرفنى اننا نبقى اصدقاء
وضع فارس يده على اذناه يتأكد انها تفوهت بهذا الكلام فمظهرها تؤكد أنها ليست حزينه ابدا بل فتاه بلهاء سعيدة أن أخيها سيتزوج
فى المساء ذهبت دانا برفقة أحمد الى خطبة وليد وكانت ترتدى فستان من اللون الاسود اللامع يصل الى مرفقيها يصل الى بعد ركبتها من الامام ومن الخلف يصل الى كاحلها وتركت شعرها حرا
كانت تقف مع اصدقائها فى القاعه تاركة أحمد يقف بجوار وليد يتحدث معه
جاء اليها أحد زملائها فى العمل وطلب منها أن ترقص معه نظرت الى أحمد وجدته ينظر لها بقوة فوافقت على طلب زميلها وعندما جاء ليمسك يدها لا تعرف كيف اصبحت يديه فى يد احمد ولم تلامس يدها
خرجت من القاعه مسرعه تاركه احمد يمسك ايدى زميلها يضغط عليها بقوة
صعدت الى سيارة الاجرة وطلبت منه أن يسرع خائفه ان يلحق بها أحمد فهيئته لا تبشر بالخير
ركضت الى داخل غرفتها تحاول الإختباء منه أمام ضحكات أمها فقالت بحنق
إوعى تفتحى الباب يا ماما
رفعت درية حاجب واحد لها وقالت بخبث
ليه عملتى ايه يا دانا
دق أحمد على باب المنزل بشده قائلا بغضب
افتحى الباب يا دانا
انتفضت دانا من غضبه العنيف وقالت لامها بتلعثم
أحمد إتجنن يا ماما أنا خايفة منه
ذهبت درية اليها وقالت بتساؤل
فى ايه يا دانا ايه اللى حصل
توترت دانا من نظرات أمها المترقبة وقالت
أصله شافنى وأنا بقبل عزومة زميلى فى الشغل أصله كان عايزنى أرقص معاه وانا وافقت وجيت أقوم معاه لقيت أحمد واقف قدامى وأنا مكنتش هرقص بس كنت بغيظه لإنى عارفة إنه مراقبنى من أول الحفلة
نظرت اليها درية بذهول وقالت
نعم يختى علشان تغيظيه تعملى كده ده انتى مكتوب كتابك عليه يا بنت الهبلة
جاءت دانا لترد قاطعها صوت تحطيم بابهم وأحمد يقف أمامهم بعيون غاضبة
نظرت درية له بامتعاض وقالت
كسرت الباب يا ابن نوران
نظر لها أحمد ببرود وقال
هصلحه الليلة
وجه نظره مرة أخرى الى دانا التى هربت الى غرفتها وانطلق وراءها وأخذ يطرق على الباب بشدة
تعال صياح درية وقالت
بالراحة يا ابنى على الباب
يتبع…
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.