قصة زواج شرطه طلاق الفصل التاسع عشر (ما قبل الأخير )
لطالما كان صابر مخلص بكل ما تحمله الكلمه من معنى
حتى معنى احرف كلمة الحسد لا يعرف لها معنى عندما تتجمع مع بعضها لتعطي هذا المعنى من الحقد وسبب لألم اناس آخرين
يحب الخير لغيره وعندما يرى أحبابه سعداء كأنه هو من يملك السعادة وليس هم ودائما كانت تتفق شخصيته مع قول الشاعر. .:
ولى ان هاجت الأحقاد قلب كقلب الطفل
يغتفر الذنوب
أود الخير للدنيا جميعا وأن اك بين اهليها.
غريبا
إذا ما نعمه وافت لغيرى شكرت كان لى فيها
نصيبا
تفيض جوانحى بالحب حتى أظن الناس كلهم.
الحبيبا
هكذا مرت الأيام تباعا ..وكانها عده ساعات تلك الأفكار السيئه تسيطر على عقل صابر
لكنها تختفى تماما عندما يكون بالقرب منها
وما أكبر سعادتها عندما تشعر بحبه لها يبثها حنانه واهتمام لم تهعده من قبل
ولم تشعر به سوى معه .لم يلمسها مجددا إلا كالعاده عندما تضغط هى عليه وتأسره فى عالم اخر من عوالم العشاق . .حيث لا يستطيع ان يرفضها ابدا او يرفض ما تقدمه له من مشاعر
وذات يوم بينما كانت رأسها تستريح على صدره العارى بعد ليله رومانسيه لا تعوض
كان هو مستيقظ يتأمل وجه الطفله التى تبتسم فى نومها بجانبه وهو فى قمه سعادته
سرعان ما تبدلت ملامحه وهو يتذكر ان عليهم العوده اليوم إلى مصر ثم إلى دبى. وهناك سيكون مصطفى اكيد بانتظارها. ..
عندما استيقظت وجدته يحدق فى الفراغ وعلامات الضيق التى أصبحت معتاده عليها كل صباح عندما يمارسان الحب معا أدركت أنه مستغرق التفكير فى شيئا ما
مسحت رأسها على صدره استدار ينظر إليها وجدها قد استيقظت وقالت له بحب “فى ايه يا صابر”فقال ببرود وهو يزيح الغطاء الأسود من فوق جسده”لا مفيش حاجه بس يلا بسرعه لازم نحضر الشنط علشان مسافرين النهارده”
جهاد باستغراب”بس انت ما انا ما اعرفش ان احنا مسافرين النهارده “.
صابر”وعرفتى دلوقتى يلا بقا بلاش نضيع وقت “
كانت تريد ان تخبره بشئ مهم جدا بالأمس بينما من المشاعر المتدفقة بينهما لم تدعها تتذكر اى شئ سوى ان تكون معه
كانت ستخبره بشئ قد يغير مجرى حياتهم ويجعله أكثر رقه وحبا معها شى لن يجعله يعاملها هكذا بعد كل ليله دفء معه
هى تعرف أنه يعتقد انها تفعل ذلك وتقترب منه لأنها لا تريد العوده لمصطفى مره اخرى ولكنها عندما تخبره بأنها حامل ..بابنه
أجل ستخبره انها تحمل قطعه منه ومنها أيضا بداخله ثمره لحبهما
ربما يجعله ذلك يدرك أنه لا يمكن لأى امرأه ان تأتى بطفل لا ذنب له فى شئ وتجعله طرفا رابعا فى هذه الدوامة
لكنها الآن فضلت أن تخبره عندما يعودان إلى مصر
فى دبى
وقف مصطفى وعبد الرحمن فى منتصف أرض أصبحت باسمه المستعار
وقد وجد أحد المشتريين المستعدين لاخذها
باغلى ثمن
وقد تمت الصفقه على أكمل وجهه
وهنا تنهد مصطفى براحه و هو يعرف ان لقاءه بجهاد أصبح قريبا جدا
غدا غدا ستكون بين يديه من جديد ولن يجعلها تفلت منه ابدا حتى ولو هربت منه لأقصى البلاد سيكون خلفها دائما بخطوه واحده فقط
وقد اراح قلبه شخصيتها الضعيفة المهتزه
وخوفها من والدها كما أنها لم تجد بديلا عن زواجها منه
عندما أخبرها عمها جابر عن معتز ..أنه شخص قد تقدم لخطبتها من أمها وابيها فلم يوافقا عليه ابدا حتى بعد ان تقدم أكثر من مره
لم يكلفا خاطرهما باخبارها عن الأمر
لكنه تلك المره اتخذ عمها وسيطا بينه وبينها عله يصل إلى مبتغاه ويحصل على حبيبته الذى كان يستعد للاعتراف بحبه لها حتى قبل ان تتم خطبتها لعمرو
جلست أمام عمها جامده بدون اى تعبير وهى فقدت الثقه فى كل تلك الأشياء التى تدعى حب وخطبه وزواج وبالأخص لن تكرر خطأ ارتكبته عندما ظنت أن هناك شئ اسمه حب
لكن عمها قد طلب منها ان تثق به تلك المره والأمر لن يكون إجبار بالنسبه لها يمكنها القبول او الرفض بينما كانت إجابتها انها تريد ان تراه وتتحدث معه وجها لوجه
عندما عاد صابر مع جهاد إلى دبى عكس ما أخبرها تماما لم تفضل ان تسأله ظلت ترافقه فى صمت
إلى شقتهم هناك عندها قالت “هو احنا مش هنرجع مصر؟ “
مصطفى الذى وقف فى منتصف الشقه قال”لا طبعا انتى هتفضلى معايا هنا صابر بس هيسافر”
لم يكن حديثه مخيفا لها بقدر رؤيته
فقد أثار الأمر الرجفه فى جميع أجزاء جسدها عادت إلى الخلف فى ذعر لتتمسك بصابر بينما صابر لم يكن بأقل دهشة منها فقال”مصطفى انت دخلت هنا ازاى”
مصطفى “مش مشكله انا دخلت ازاى دلوقتى لازم تنفذ وعدك ليا وبسرعه كمان “
هزت جهاد رأسها بخوف وقلبها ينبض بسرعه قائله بهستريا”لا لا اوعى تعمل كده يا صابر انت لازم تتطرده من هنا بسرعه انا مش عايزه ارجع للنصاب ده تانى”
صابر “نصاب”
جهاد “أيوه هو استغلنى واخد توقيعى على ورق القرض من غير ما اعرف وبعدها اخد الفلوس وهرب وانا دخلت السجن دلوقتى مش عايز يسبنى فحالى “
تمسكت بيد صابر أكثر وهى تبكى بلا توقف
قائلا “ما تسبنيش”
بينما مصطفى لم ينكر ولم يكذبها وأى حق يعطيه الكذب مره اخرى بينما ينظر لنظرات صابر الغامضة اضطر الى التردد والكذب قائلا”انتى فاهمه غلط يا جهاد ما كانش قصدى الموضوع كان علشان دار الايتام وانا كنت هدفع الفلوس قبل حتى ما تعرفى بس ده اللى حصل وما تظلمنيش”
ردت بسرعه وهى تحتمى بصابر”لا كذاب مفيش كده مفيش دار أيتام ولا اى حاجه انت اخترعت القصه دى بس علشان تضحك على بابا بس مش هتضحك عليا”
صابر”انا..”
قاطعه مصطفى قائلا “يا صاحبى انت عمرك ما خالفت وعودك ابدا وأنا مستنيك تنفذ”
نظر الثلاثه إلى بعضهم
بينما نظرات جهاد المتوسله تزداد تأثير على مصطفى ويشعر بقلبه يتمزق ببطء
لكن الصمت طال طويلا و وقفت جهاد بين الصديقين وكانت تمسك بيد صابر بقوه فها هو الذى توقعته يحدث ومصطفى يطلب منه ان يعيدها له ويطلقها حالا
لكنها بخوف وتوتر قالت”صابر لو سمحت انا عايزه اكلمك على انفراد قبل ما تعمل اى حاجه”
أغمض عيناه بحزن وهو يهز رأسه بالنفى
فهو يعرف أنه لن يستطيع مواجهتها بقراره
خاصه بعد ما حدث بينه وبين أمه
وعرف انها تدبر له زواج من فتاه أخرى بأسرع وقت لأنها غير موافقه ان تكون كنتها هى جهاد
لكنها زادت من ضغط يدها على يده وهى ترجوه والدموع تزحف على وجنتيها
عندما فتح عيناه ينظر إليها رق قلبه
فهو لا يتحمل دموعها
ولكن عيناه اصطدمت بنظرات مصطفى الحاقده الصلبه ما ان رفع رأسه
لكنه وافق اخيرا على طلبها
سحبته بسرعه إلى غرفتهم الخاصه
وأول ما كان عليه فعله هو ان وضع أصابعه يمسح دموعه برقه وهو يقول”لا انا ما اقدرش على عياطك ارجوكى يا جهاد ما تعذبيش قلبى اكتر”
ما كان منها سوى ان بكت أكثر وهى ترجوه قائله “لا انا مش عايزه ارجعله… مش عايزه أطلق. ..ما تسبنيش ..يا صابر انا بحبك”
صابر بحزن”لا انتى مش عايزه تطلقى علشان مش عايزه ترجعى لمصطفى مش علشان انتى بتحبينى ما تخدعيش نفسك”
جهاد أصبحت تردد بهستريا”لا لا لا انا بحبك ومش عايزه انى ارجع كمان زى زمان ضعيفه. .أنت دلوقتى قوتى انت علمتنى معنى الحب والأمل والسعادة وحاجات كتير خالص ودلوقتي عايز تاخدهم منى وتضحى بيا علشان صاحبك
انا عارفه انك بتحبنى عارفه وكنت كمان بشوفك فى كل مكان انا فيه وانا صغيره..ما شفتش غيرك ما شفتش مصطفى مع أنه كان معاك لانى مش عايزه غيرك انتى ما كنش فى دماغى الحب وانك تمشى ورا بنات فى سن مراهقه لأن كان طموحى فى حته تانيه كان طموحى التعليم واتحرمت منه ما تحرمنيش من حب حياتى”
صابر ببكاء”مش هينفع ..علاقتنا هتخسرنا كتير ..هتخسرى اهلك وانا هخسر صاحبى وامى ودول أهم حاجه فى حياتى حتى اهم من روحى افهمينى. .انا آسف يا جهاد انتى …طالق”
جهاد تراجعت بصدمه شديده وهى لا تصدق ما تسمع لكن الكلمات الاخيره التى قالتها قبل أن تصفع الباب خلفها كانت
“انت فعلا أثبت انهم أغلى حاجه عندك حتى أغلى منى ومن ابنك “
لم يستوعب من الصدمه ما تقوله هل هى حامل بابنه ولم تخبره سوى الآن
الآن بعد ما خسرها …ما هذه اللعبه التى تلعبها
ماذا يحدث مع ابطالنا وهل بالفعل الأمل فى الحياه غير موجود وماذا إذا كان الحب مجرد أوهام وحروف تكتب لتشكل قصص وأساطير
هذه أجزاء متفرقه من القصه
ولكن النهايه ما زالت غير معروفه وهل هناك نهايه للحب
انتظروا الفصل الاخير
مع حبى😍😍
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.