زواج مع سبق الإصرار الفصل الحادي والعشرون
بالعربي / دخل البيت وجدها جالسة على أريكتها لم يلقى السلام وصعد إلى غرفته وخلع معطفه وألقاه على المقعد لاحظ سقوط شيئا على الأرض وحين التقطه وجده مبلغا من المال وتذكر أنه لم يخلعه إلا فى غرفة أمه وتأكد أن نجلاء هى من وضعته فى جيب معطفه أثناء نومه؛ ابتسمت في حزن وتنهد بحسرة على ماآلت إليه أموره وحدث نفسه بحزن وألم:
” كل ماتتصلح من ناحية تتعقد من ناحية تانيه هو أنا هافضل لحد إمتى عايش فى المشاكل دى إلهمنى الصبر يارب وإرحمنى برحمتك “
إرتدى منامته وإستلقى على سريره متهالكا وذهب فى سبات عميق متمنيا من الله أن يستيقظ على أخبار سعيده تبعده عن أحزانه المستمرة كانت تستذكر بعض دروسها على سريرها فى المشفى وقد أسندت ظهرها إلى وسادتها؛ ولكنها شردت في كلام ذلك الغريب الذي زراها بالأمس
فلاش باك
لبنى بهدوء وهى ترد على من يدق باب الغرفه: إتفضل
عمرو يفتح الباب ويدخل بإبتسامه: السلام عليكم
لبنى بذهول غير مصدقة: عمرو …. أستاذ عمرو
عمرو بمرح: طيب ردي السلام الأول
لبنى بخجل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إتفضل يا أستاذ عمرو
جلس عمرو بهدوء وبنفس الإبتسامة: طبعا أكيد بتستغربى الزيارة دى
لبنى بخجل وقد إحمرت وجنتيها: لا أبدا إنت تشرف فى أى وقت
عمرو بجدية: أول حاجه قبل ماأبدا أي كلام غمر مش لازم يعرف إني جيت ليكي لأنه لو عرف هرقد مكانك ده متهور ولما بيضرب مبيشوفش
لبنى مبتسمه بخبث: عايز تفهمني إن مش هو اللي بعتك
عمرو بهدوء : ليكي حق تفكري كدا أنا لو مكانك هافتكر كدا برضه
وإستطرد بنفس الهدوء: بس شخصية غمر الغيورة جدا وخصوصا فى أى حاجة تخصك إنتى بالذات ماتسمحش بإنه يخلينى أنا أو غيرى يتكلم معاكى أو حتى يبص لك دا بيغير عليكي من نفسه
لبنى بهدوء: وأنا هاصدق إتفضل إتكلم ووعد إني مش هاقول إنك جيت
إستيقظ من نومه في الثلث الأخير من الليل وفتح اللاب الخاص به لعله يجد جديد ويتابع آخر مشاركتها على صفحتها وليرى هل هدأت نفسها قليلا أم لم يعد هناك فرصة أخرى للغفران فوجد مشاركه واحده مكتوب فيها:
“ماذا يعني أن أشعر بالحنين والغضب في نفس الوقت تجاه نفس الشخص “
نظر إلى المشاركة هل يفرح لأنها تشعر بالحنين نحوه أم يحزن لأنها مازالت غاضبة منه قرر أن يغلق اللاب ولكن قبل أن يغلقه كتب مشاركة
” إشتقت لشخص كان يوصيني أن أنتبهَ لنفسي كثيرا؛ ليتني أستطيع أن أخبره أني قد فقدت نفسي عندما غاب عنى “
وأغلق اللاب ودخل الحمام وتوضأ وتوجه لمصلاه فى ركن الغرفة ليقيم الليل لعل الله يتقبل منه ويصلح الأحوال
عمرو بهدوء: أنا مش جاي علشان أهديكي من ناحية غمر أو حتى أدافع عنه؛ غمر غلط وهو عارف وبيحاسب نفسه ألف مرة فى اليوم على غلطته وعارف كمان إنك بتأدبيه على عملته
ثم استطرد بمكر: وعارف إن تهديدك ليه بإنك هاتسيبيه مش حقيقي بس برافو عليكي؛ إنتى كده بتتصرفى صح أنا مش هاقولك إنه مايستهلش منك القسوة دي كلها وتهديدك ليه بالفراق اللى هايخليه بعد كدا يفكر ألف مرة قبل مايتسرع كل ده جميل بس عايزك تعرفي حاجه
ثم سكت قليلا وهو يفكر ولبنى تنظر إليه بإهتمام وشغف لمعرفة أخبار غمر
وإستطرد بأسى: غمر الأيام دي عايش فى مشاكل كتير أنا مش هادخل في تفاصيل علشان دي أسرار داخل العيله بس تقدري تقولي زي ماهو كاتب في البوست اللي أكيد قرأتيه أنه خسر كل حاجه وعلى فكره إنتي سبب رئيسي فى اللي حصله ده
فأنتبهت لبنى وإتسعت عينيها وقبل أن تعلق: ………
عمرو بإبتسامة خفيفة: هاتقوليلي إزاي هاقولك لما تتصالحوا بإذن الله هو هايحكيلك؛ يالبنى غمر تعب كتير أوي في حياته وإنتى مهما قسيتى عليه دلوقت دا مايجيش واحد على مليون من القسوة اللي شافها على طول حياته؛ ومع ذلك غمر سامح اللى قسوا عليه فسامحيه إنتى كمان لأنه بيحبك بجد إنتي الوحيدة اللي خلت الإبتسامة والسعادة يعرفوا طريقهم لغمر
ثم إستطرد بمكر: وإلحقيه قبل ماواحدة تانيه تاخده منك لأن فى ناس كتير منتظرين الفرصه دي وكتير منهم ناس قريبة منك؛ إنتي وغمر إرتباطكم ماكملش ثلاث أو أربع شهور صح لكنهم كانوا بالنسبه له عمره كله اللى فات وأمله اللى جاى؛ بلاش تقسى عليه أكتر من كده وزى مابيقولوا ” كتر العتاب يولد الجفا ” الكورة فى ملعبك إنتى دلوقت وهو فى عرض كلمة حلوة تطلعه من حالة عدم الإتزان والضياع اللى هو فيها وإنتى أكيف فاهمانى كويس وأستأذنك ومعلش إنى طولت عليكى
ونهض ليخرج ولكن إستوقفته لبنى
لبنى وعلى وجهها تساؤل: أستاذ عمرو
عمرو: نعم
لبني ببراءة: مين القريبة مني اللي عينها على غمر
إبتسم في خبث وقال: هاتعرفيها بذكائك ولما تعرفيها عايزك تتصرفى بذكاء فى الموضوع دا
لبنى بضيق: غمر بينه وبين ليلة حاجة
عمرو بهدوء: لأ هما زي الإخوات وعلى فكره ليلة تبقى أخت مراتي
أومات برأسها وقد إستشعرت الخجل
إبتسم وخرج سريعا
بعد أن أنهى صلاة القيام وذرف من الدموع أنهارا بين يدى أرحم الراحمين وفى سجدة الوتر ظل ساجدا حتى غفاه النوم فى سجدته ولم يوقظه إلا نداء المؤذن ” الصلاة خير من النوم ” فإنتبه وقام من صلاته وتوضأ مرة أخرى وخرج يؤدى فرضه فى المسجد ثم عاد وأكمل نومه
وفي الساعة العاشرة صباحا رن هاتفه فقام متكاسلا ومسح عينيه بأنامله
غمر بكسل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمرو بمرح: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إيه يامعلم الكسل ده إنت مش ناوي تروح المستشفى النهاردة ولا إيه
غمر بحزن: لا مش هاروح تاني
عمرو بأسي: ليه بقه إن شاء الله
غمر بحزن: خليها ترتاح من خلقتى شويه أصل أنا دلوقت بقيت سبب نكد وتعاسة كل اللى حواليه واللى بحبهم بالذات ويمكن لما أبعد تقدر تفكر بهدوء
عمرو بأسي: هي ضايقتك إمبارح جامد ياغمر إنت ماحكتش ليا اللي حصل
غمر بضيق: طب تصدق لو قولتك إني مش عايز أفتكر مقابلتي معاها إمبارح أصلا أنا عمرى ماإتوجع قلبى زى إمبارح خصوصا لما حسيت إنها كرهتني وماعدتش ليا مكان في قلبها حتى لما قولتلها علشان خاطري قالتلي إني مبقاش ليا خاطر عندها؛
وإستطرد بألم وحسرة: كرهتني ياعمرو
عمرو بأسي: ماتقولش كدا هي بس زعلانة منك شويه وماتنساش برضه إنك إنت اللى زعلتها جامد ووجودها في المستشفى دا كان بسبك
غمر بحزن وألم يعتصر قلبه: ياريتني كنت أنا اللى مكانها ومت علشان أرتاح من كل اللي أنا فيه
عمرو بأسف: متقولش الكلام ياغمر إنت راجل مؤمن بقضاء الله وقدره وكل اللى بيحصل مكتوب وحرام عليك تتمنى الموت
غمر بتنهيده من قلبه: أستغفر الله العظيم أستغفر الله العظيم
عمرو بمكر: طيب هاتطمن عليها منين دلوقت لو ماروحتش
غمربسرعة وبراءة: لينا قالتلي هاتبقي طمني عليها كل يوم
عمرو بغضب: لينا تاني ياغمر ماحرمتش برضه ولو لبنى عرفت إن إنت على إتصال بيها هاتقول إيه
غمر بنفاذ صبر: طب عندك حل تاني يخللينى أعرف أطمن عليها
عمرو: آه طبعا وبسيط جدا إنك تروح تاني وتقعد معاها تاني …
قاطعه غمر بغضب هاتفا: لأ ماعنتش هاروح لها تاني كل لما بتقسى عليا بأكره نفسي زياده
ثم إستطرد في حزن: عمرو؛ هو أنا قاسي أوي كدا زي مالبني قالتلى
عمرو بحنو: إنت مافيش أطيب من قلبك بس متسرع ومتهور حبتين ودا اللي بيعملك أزمات في حياتك خصوصا مع الناس اللى بتحبهم؛ بس كله هايتحل بإذن الله
مر إسبوع إستردت لبنى بعضا من عافيتها ووافق الطبيب على خروجها وإستكمال باقى علاجها فى المنزل وخرجت من المشفى مستنده على عكاز بيدها اليمنى واليد اليسرى فى الجبس ولكن مع ذلك كانت حالتها النفسية أفضل بكثير مما كانت عليه فى المشفى خاصة عند وصولها باب مسكنهم وسط فرحة جيرانهم وتمنياتهم لها بتمام شفائها ودخلت شقتهم وسط فرحة أبويها وصديقتيها منار ولينا وأخيها
بدأت متابعة دروسها لتعويض مافاتها وإنشغلت فى تحصيل دروسها وقررت الذهاب من الغد لدروسها برفقة صديقتيها؛ ولكن لم يمنع كل هذا من حالة إحباط شديد إنتابتها لإختفاء غمر من حياتها طيلة أسبوع كامل لم تراه فيه حيث إختفى بعد حوارهما فى المشفى؛ لم يعد يتكلم أو يعمل مشاركات على الفيس وكأنه أراد أن ينسحب فى هدوء من حياتها وبعد أن إنفردت بنفسها تساءلت ودموعها تغشى عينيها:
” إزاى يسيبنى كدا وهو حياتى كلها “
كانت أول مره تراه من آخر لقاء تم بينهما فى المشفى وهى تتكأ على عكازها أثناء ذهابها للدرس
وكان ينتظرها أمام محل عمرو وإلتقت عيناهما ولكنه حبس شوقه وحنينه فى صدره مخافة أن تصده مرة أخرى فأطرق رأسه لأسفل لايدرى ماذا يفعل وكتمت هى أنين قلبها الغض لفراقه مكابرة منها وترفعا لتكمل مابدأته معه وفى إنتظار المبادرة تأتى منه أولا؛ فأشاحت بوجهها حتى لاتفضحها عينيها وقد بدأت تتلألأ فيهما الدموع؛ وإستمر هذا الحال بضعة أيام وكل مرة تزداد نظرات كل منهما للآخر ولكن يحدث فى النهاية كما حدث أول يوم؛ كان ينتظرها فى هذا اليوم أمام محل عمرو كالعادة
فهو مازال مطرودا من محله بأوامر من جدته صعد غمر إلى مكتب عمرو ووقفا الإثنين في خلف نافذة المكتب متابعا إياها حتى إختفت عن عينيه
منار: هو إيه الحكاية على طول واقف عند محل عمرو هو غير المحل ولا إيه
لبنى: مش عارفه إيه السبب
لينا بخبث: طيب إستنوا أتصلكم بيه نعرف إيه الحكاية
وقفت لبنى فجأه وقد إشتعل وجهها إحمرارا وأحست بصدمة إرتج لها قلبها بين جنبات صدرها إثر كلمة لينا
غمر بإستغراب: هما وقفوا كدا ليه فجأه
عمرو: يمكن حد فيهم نسي حاجه
لبنى محاولة إخفاء غضبها: هو إنتم بتكلموا بعض على الموبايل
لينا بخبث: أحيانا بيتصل يسألني ويطمن عليكي
منار بغضب: وإنتي بأي حق تعملي كدا من ورانا وماتقوليش
لينا متصنعة البراءة: أنا كنت فاكرة إني بأعمل خير
ثم إستطردت متصنعة البكاء: وبعدين أنا عارفه إن لبنى عمرها ماهتشك فيا
همت منار بالكلام لتتكلم فقاطعتها لبنى
غمرمستغربا مايحدث: دي لينا بتعيط
عمرو: إحم إحم إنت هاتعلق على الأحداث اللى بتحصل هناك
غمر متفاجئا: أنا ليه
عمرو بخبث: أراهنك إن الحوار اللي تحت دا إنت السبب فيه وأكيد علشان حوار الموبايل
ربتت لبنى على كتف لينا ونظرت إلى محل عمرو بغضب
لبنى بضيق: طيب روحوا إنتم يابنات وأنا هاحصلكم
منار: ليه يابنتى هاتقدرى تمشى لوحدك
لبنى بجديه: هاقدر إن شاء الله ماتخافيش عليا
غمربإرتباك: دي جايه على هنا وشكلها هتولع فيا
عمرو بصرامة: عارف لو إتهورت ولا إتنرفزت عليها قسما بالله أنا اللي هاقف لك وأي كلمة تقولهالك ترد
بهدوء وخليك بارد على قد ماتقدر وتدافع عن نفسك بهدوء حتى لو ماكنتش غلطان وحتى لو علت صوتها
عادي برضه؛ عارف ستك كدا لما بتكون متنرفزة وبنقول لها حاضر ونعم قدامها علشان تهدى وإعتبر
ياسيدى المجنونه اللي جايه علينا دي كدا برضه وقول حاضر ونعم
قذفه غمر بقلم كان أمامه على المكتب
غمر بغضب: مجنونه في عينك ياأهبل
قذفه عمرو هو الآخر بمرح بملف كان أمامه
غمر: مش بقولك أهبل لأ وعبيط كمان
عمرو وهو يكاد يقع من الضحك: إفتح دا أكنك بتقرأ فيه شكلك هتفضحنا
دخلت عليهم الغرفة وهى ترميه بسهام ناريه تتطاير من عينيها وأغلقت الباب خلفها؛ نظر له عمرو وغمز
له وقف غمر عند دخولها ووجهه يبدو عليه الذهول
غمر: مالك يالبني في حاجه حصلت لبنى
لبنى بغضب: إنت بتتصل بلينا ليه يا غمر
غمر بإرتباك: علشان …علشان
لبنى هاتفه بغضب وقد بات بياض عينيها جمرا مشتعلا: علشان إيه ماتنطق
غمر بهدوء: أطمن عليكي
لبنى وهى مازالت فى ثورتها: عايز تتطمن عليا فيه صفحه على الفيس بتدخل عليها وبعدين أنا بعدي قدامك
وبتشوفنى كل يوم
غمر وقد أضناه شوقه إليها: ماهو أنا مش عارف بجد إنتي كويسه ولا لأ ونفسى أطمن عليكى كل لحظة
لبنى بسخرية ممزوجة بغضب: تقوم تكلم واحدة تانية علشان تطمن عليا
وإستطردت بصرامة وقد ضيقت عينيها: عارف لو إتكررت تاني يا غمر هاعمل فيك إيه
غمر مهدئا وبإبتسامة المحب: خلاص خلاص مش هاتصل عليها تاني
لبنى صارخه بضيق: لا بيها ولا بغيرها إنت فاهم
ثم مدت يدها بتصميم: هات موبايلك
مد يده بالهاتف فإلتقطته بعصبية وفتحته ومسحت رقم لينا منه وألقته على الأريكة
ثم نظرت إليه شذرا وصرخت فيه: ماشي ياغمر لما أشوف أخرتها معاك إيه
غمر وهو ينظر إليها بإستفزاز المحب: أخرتها المأذون ياقلبي
لبنى بغضب: دا في الحلم ياسى غمر أنا عايزاك تفضل كدا لا أنا ولا غيرى
وتركته وذهبت وبمجرد أن خرجت حتى إنفجر عمرو ضاحكا حتى كاد يقع على ظهره
عمرو بضحك: يانهار ملحوس دي يابنى غسلتك ونشرتك وكويتك وكان ناقص تاكلك كمان؛ لأ وإيه عامللى
فيها الواد البرئ
غمر وهو يجز على أسنانه: شفت أدينى باتغير أهه
عمرو بمرح وتشفى: والله وجت اللي هاتربيك ياغمر العمري دي مش هاتخليك تهمس ولاتبص يمين
ولاشمال أهى دى اللى هاتمشيك على العجين زى الألف
غمر بحب: حد يبقى معاه القمر يابنى ويبص لغيره؛ هي كفاية عليا مش عايز من الدنيا حاجة غيرها
عمرو : سيدي ياسيدي على الحب يعنى أطلع أنا منها بقه ربنا يهنى سعيد بسعيده
غمر بحب: ربنا يحميها ويخليهالى
ثم إستطرد بحزن: بس لحد إمتى هاتفضل رافضه حتى الكلام معايا
عمرو بخبث: هي مش رافضه إنت اللي ماعنتش بتحاول تصلح اللى بينكم؛ وبعدين اللي عملته معاك دلوقت
يبرهنلك على إنها لسه بتحبك وبتغير عليك بجنون
نهض غمر متأهبا للخروج: أنا هامشي بقى
عمرو: رايح فين يابني ماإنت قاعد هاتروح فين
غمر بأسى: هاروح عند ماما أقعد معاها شويه ومن بكره هادور على شغل
عمرو: تدور على شغل والمحل هنا مفتوح إنت من النهارده معايا في الاداره
غمر: بس يابني دي ستي كانت طردتنا إحنا الإثنين وبدل ماكنت بدور على شغل ليا أنا لوحدى هندور لينا
إحنا الإثنين
عمرو بتفكير: ماحدش هايقولها أصلا
جلس غمر مره أخرى ليستمع لكلام عمرو
منار بغضب: أنا قولتلك ميت مره تصلحى اللى بينكم مش تهدى اللى بينكم لو سمحتى إرجعي تانى وإنهي
الخلاف دا بدل ماغيرك ياخده منك ياهبله
لبنى بضيق مستنكره: أنا اللي هاصالحه وهو اللى غلطان
منار بخبث: أنا متأكدة إنك هاتعرفي تخليه هو اللي يصالحك إتفضلي بقى وأنا هانقل لك الدرس
لبنى بعد تفكير ردت بحسم: مش ممكن عقلى مش مطاوعنى أسامحه بالسهوله دى
منار واضعه يديها فى خصرها: يا سلام طب وقلبك
لبنى بألم وقد كسا وجهها الحزن: قلبى موجوع منه أوى يا منار ومش قادرة أنسى اللى عمله فيا
ثم إستطردت وهى تلحق وتمسح عبرة تفر من عينها سريعا وبحسم: يلا نروح الدرس عايزة أعوض اللى
فاتنى
وإنطلقا لدرسهما وكانت لينا قد سبقتهما للسنتر
فتح باب الفيلا قبل المغرب بقليل ودخل كالعادة دون أن ينبس بكلمة؛ وكانت جدته تجلس على أريكتها
تحتسى قهوتها وجدته يصعد الدرج لغرفته نظرت إليه ولم تعره أى إهتمام ولكن من داخلها كان قلبها
يعتصر ألما عليه ولكنها متيقنه أنه مازال يحتاج لبعض التأديب
دخل غرفته وفتح اللاب ودخل على صفحتها لم يجد لها مشاركات جديده فدخل على صفحته وكتب مشاركه
” أصحاب القلوب الجميلة مهما تألمت من طعنة حبيب تأبى أرواحهم إلا أن تكون جميلة لأنها لاتعرف أن
تكون غير ذلك “
أخذ يتصفح الفيس وفجأة وجد تعليق على مشاركته منها:
” إفعل أى شئ لكن لاتكسر شخصا أعطاك معزة قلبه “
إنقبض قلبه فجأة وأحس بألم قلبها وعرف أنها لن تسامحه بسهولة ولكنه ليس بالأمر المستحيل فتسلل بريق
من الأمل لقلبه فعلت وجهه إبتسامه خفيفه وسمع صوت المؤذن ينادى لصلاة المغرب فدخل الحمام وتوضأ
ونزل الدرج وذهب للصلاة بالمسجد وبعد أن أنهى صلاته دعا ربه بإزاحة هذه الغمة عن قلبه وأن ينير له
طريقه ثم خرج وعزم على زيارة أمه
وفى طريقه لاحظ سيارة أجرة تمر بجانبه وعينين تنظران إليه وقد ملأهما الدموع قال لنفسه:
” مستحيل دى هى؛ طب إيه اللى خلاها تخرج دلوقت؛ طب وبتعيط ليه “
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.