رحيل سعد الحريري يبعث برسالة سعودية قوية
إن مفاجأة “استقالة” سعد الحريري كرئيس وزراء لبناني أثناء وجوده في الرياض، ويبدو أنها على ما يبدو، بناء على طلب القيادة السعودية الجديدة بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مصممة لإرسال رسائل على مستويات مختلفة.
أولا، على الصعيد المحلي، إلى السعوديين، أن التهديد الذي يشكله عودة إيران يشكل خطرا حقيقيا وحاضرا، ولمواجهة ذلك، تحتاج المملكة العربية السعودية إلى إعادة التفكير في سلطتها وهيكلها الإداري، وأن قيادة مركزية قوية تحت قيادة ولي العهد محمد الآن مطلوب وبشكل عاجل.
ومن شأن ذلك أن يساعد على مواجهة التهديد العسكري المباشر من إيران وأيضا لإصلاح الاقتصاد من أجل موازنة الارتفاع الاقتصادي الإيراني في بيئة تسمح فيها صفقة العقوبات الإيرانية بفتح منافستها للغرب.
ومن شأن قيادة هذه الرسالة أن تساعد على تيسير خلافة ولي العهد محمد من والده، الذي يجب أن يكون الآن وشيكا. من خلال جميع الحسابات هذا هو اللعب إلى السيناريو، مع دعم شعبي قوي لولي العهد و محركه الإصلاح، ساعد أيضا من خلال تحركه إلى استهداف الفساد.
ثانيا، على اللبنانيين، أن الهيمنة الإيرانية في المنطقة – في العراق وسوريا وبشكل متزايد في لبنان – لن تقبلها القوى الإقليمية بما في ذلك المملكة العربية السعودية ولكن أيضا إسرائيل.
يجب على اللبنانيين أنفسهم أن يعملوا على كبح النفوذ الإيراني أو يعانون من العواقب. ويمكن أن تشمل هذه التدخلات العسكرية (على الأرجح من قبل إسرائيل) أو الاضطرابات المالية، مع المخاطر على القطاع المصرفي الهش وسوق الدين الحكومي إذا سحبت الودائع المصرفية السعودية والخليجية.
وسيحذر السعوديون من مخاطر فرض عقوبات أمريكية على المصارف اللبنانية التي تتهم بأنها قناة لحزب الله أو تمويل إيران. قد تكون الأمور سيئة جدا وسريعة جدا في النظام المصرفي اللبناني إذا تحركت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بسرعة وبتنسيق حيث أنها تعتمد اعتمادا كليا على تدفقات الودائع الإقليمية التي تحافظ على التوازن الهش في سوق الدين الحكومي في لبنان، فإن الوسيلة الوحيدة حيث يتم الحفاظ على نسب الدين العام الفلكية.
ثالثا، لإسرائيل، أن السعودية تخسر نفوذها على إيران في المنطقة، وأن هناك خطرا من أن توسع إيران نفوذها وصولا إلى الحدود الإسرائيلية.
يبدو هذا بمثابة ضوء أخضر من السعودية لتدخل عسكري إسرائيلي آخر في لبنان، وهذه المرة ستكون أكبر بكثير من تدخلها الأخير في عام 2006.
بعد هذا التدخل الفاشل إلى حد كبير ونجاحات إيران الأخيرة في سوريا والعراق، بالإضافة إلى عدم الارتياح الإسرائيلي للاتفاق النووي الإيراني، أعتقد أن الإسرائيليين على الأرجح حريصون على فرصة لإعادة إيران مرة أخرى. يبدو لبنان على الأرجح نقطة الضغط.
رابعا، إلى إدارة ترامب والمؤسسة الأمريكية أنه في حين أن التركيز الأمريكي الحالي قد يكون كوريا الشمالية وروسيا، فإن التهديد من إيران لا يزال ويزداد.
وستكون الرسالة هي أن الاتفاق النووي الإيراني يفشل، وقد اعتبرته طهران الضوء الأخضر لسياسة عدوانية وتوسعية في المنطقة، وأن الولايات المتحدة تحتاج إلى العودة إلى العلاقات القديمة والمجربة والمختبرة، مع إسرائيل والسعودية العربية باعتبارها الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في المنطقة
وتهدف خطة إصلاح ولي العهد إلى جعل إعادة الارتباط الأمريكي بالمملكة العربية السعودية أسهل. وهو يقدم رؤية إصلاحية للمملكة العربية السعودية ورؤية إصلاحية للإسلام، لمواجهة مخاطر التطرف الديني.
كما توفر إستراتيجيته للإصلاح الاقتصادي آفاق صفقات تجارية وعسكرية ضخمة مع المملكة العربية السعودية، حيث تلعب في جدول أعمال دونالد ترامب.
ولكن بالنسبة لسعر التاج، يتعين على الولايات المتحدة عكس اتجاه إدارة أوباما مع إيران والعودة إلى الطية السعودية. وهذا يعني أيضا الاعتراف بالهيمنة الإقليمية للمملكة العربية السعودية، والانسحاب من قطر، ومنافسة نماذج الحكم في المنطقة. وهذا يتطلب من الولايات المتحدة أن تمارس ضغوطا على القطريين والعمانيين والعراقيين وحتى الأتراك ليتماشى مع المملكة العربية السعودية وتراجع العلاقات مع إيران.
وأعتقد أن فرص الصراع السعودي الإيراني المباشر في المنطقة محدودة في هذه المرحلة لأن تركيز ولي العهد هو بالتأكيد على تجديد الاقتصاد السعودي وضمان سيطرته النهائية على قوة السلطة.
ولكنني أعتقد أنه يدلي برسالة واضحة جدا إلى الآخرين في المنطقة للعمل ضد إيران. وتغلي نقاط الضغط في المنطقة وتزداد مخاطر نشوب نزاع أكبر.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.