رواية رسول إبليس الجزء الثاني
بدأ الطفلان يحاولان السير ،يسيران خطوات قليلة ويسقطان على الارض ثم يحاولان مرة اخرى ،لكن ما جذب انتباه عبد المتعال هو إصرار مصطفى على السير اكثر من اخيه
فكان مفرط الحركة كثير المشاغبة حاد الطباع وفي ذات ليلة استيقظت الام على بكاء مصطفى الشديد لكن أصابتها الصاعقة عندما لم تجده بجوارها في فراشه فأيقظت عبدالمتعال بهلع فقد جالت بعينها جنبات الغرفة ولم تجده.
عبدالمتعال استيقظ بسرعة اسمع بكاء مصطفى ولكنه ليس بفراشه او بالغرفة هيا بسرعة استيقظ. استيقظ زوجها وقد اصابه الفزع والهلع و فر من فراشه كما يفر المرء من كلب مسعور وفتح باب الغرفة يبحث عن ولده في ظلام البيت الشديد وقد اصطحب معه مصباح صغير يعمل بالجاز،
وخرج وخلفه زوجته يبحثان عن طلفهما الغائب لكن الصوت كان يأتي من أعلى البيت،عندها نظرت زوجته قائلة صوت مصطفى ياتي من سطح الدار هيا نصعد بسرعة.
لكن نظر لها زوجها متعجبا ومتهكمًا عليها
كيف يصعد على السلم يا قليلة العقل والظلام دامس ولا يعرف الصعود. لا لقد رأيته من قبل صعد درجتين من السلم ولكن لحقته بسرعة وخشيت ان يسقط هيا بسرعة الولد يبكي من الظلام والبرد.
صعدا بسرعة وبحثا على سطح المنزل فلم يجدا الطفل. هنا انخلع قلبهما وصرخت الام اين ولدي أين ذهب ؟!
لكن سمعا مرة اخرى بكاء مصطفى اسفل الدار فهبطا بسرعة إلى الأسفل،دخلا الغرفة يبحثان عن مصدر الصوت وفجأة وجدا الطفل في فراشه جالس يبكي.فزعا من هول المفاجأة،بسرعة احتضنته امه وظلت تحدثه وتسأله وكأنه رشيد أين كنت وأين ذهبت يا حبيبي ولماذا تبكي هكذا.
بينما وقف عبدالمتعال يفكر كيف لم يظهر مصطفي في الغرفة وقد بحثا عنه كثيرا، وكيف كانا يسمعان صوته اعلى الدار،أسئلة كثيرة دارت بخاطر عبدالمتعال وما قطع تفكيره إلا صرخة زوجته وهى تصرخ به
_إنظر الى الدماء التى بملابس ولدك من الأسفل
بسرعة فحص الطفل ورفع عنه جلبابه فصعق من هول المفاجأة فقد وجد دماء تخرج من العضو الذكري للطفل وقد تمت عمليه الختان له.
بسرعة اخذوا الطفل إلى منزل أحد مشايخ الصوفية وقد كان قليل. العلم كثير الطعام مبتدع في دين الله كان يلقب بالشيخ مبروك وهذه كنيته فقد كان يظن الناس البسطاء انه مبارك الخطوة والعمل،
فقال الدرويش وقد تهلل وجه فرحاً بعد ان سمع منهم ورأي الطفل بعينه
الله اكبر هذا الطفل قد ختنته الملائكة هذا الطفل سوف يكون رجل عظيم و ولي من أولياء الله الصالحين. وبالطبع صدقا كلماته وحديثه وفرحا جدا لكلماته
وأنتشرت الواقعة في القرية حتى علم بها القاصي والداني وكان ياتي الى منزل عبدالمتعال الكثير من الناس ليروا مصطفى كي يأخذوا منه البركة على حد زعمهم. ونادوه الشيخ مصطفى وفي يوم زارت عمة عبدالمتعال ابن أخيها بعد ان ترامى الى سمعها ما قيل عن مصطفى،
فدخلت عليه وشاهدته وهى تفحصه كما يفحص الطبيب مريضه ثم نظرت الى ابن اخيها قائلة. كيف تم ختانه دون اخيه هذا شيء عجيب ولكن قل لي يا أبن أخي كيف حدث هذا؟!
استيقظنا على صوت بكائه وبحثنا عنه ثم وجدناه كما ترين.
صمتت قليلاً ثم نظرت الي عبدالمتعال ثم ولده ونكست رأسها وظلت تبعب بيدها في بضع حصوات بالارض،هنا عاجلها عبدالمتعال بسؤال
لماذا أشعر ان شيءمريب يضجع نومك كلما رأيت مصطفى يا عمتي. هنا رفعت راسها ناظرة له مسننكرة كلماته التي تحمل في طياتها الكثير. لا شيء يضجع نومي غير خوفي على اولادك ايها المخبول ، لقد اقترب تحولهما ليلاً ، ولكن الذي احتار فيه كيف تم ختانه ؟!
لان ذلك يمنعه من التحول ولا بمنع اخيه ولما هو ؟!
_عجبت لك يا عمتي هل تريدي أن يتحولوا او لا.
صمتت عمته بعد ان أيقنت ان ابن اخيها لن يستوعب ما تقول.مرت بضع شهور كانت عمة عبدالمتعال تداوم زيارة ابن اخيها ورؤية الاولاد واللعب معهم وكانت ترى سلوك مصطفي الذي كان دائم الشجار مع اخيه واقاربه فضلا عن نظراته المريبة لها وفي ذات ليلة ذهبت عمة عبدالمتعال لزيارته والسهر والسمر معه ومع اولاده
و كان يسير خلفها كلب دارها كما هو متعارف كان في غالبية البيوت كلاب للحراسة من الكلاب البلدي ،كان الكلب يؤنسها في ظلام الليل يغدو ويروح معها ولكن حدث شيء عجيب لما يحدث من قبل عندما رأي الكلب مصطفى ظل ينبح عليه كثيرا وينظر اليه بخوف تعجب الجميع من فعل الكلب فهذه المرة الاولى الذي ينبح على أحد من الدار فهو يعرف الجميع،
حاولوا إبعاد الكلب عن مصطفى وزجره لكن يعود وينبح عليه من بعيد في خوف شديد ومصطفي ينظر له فقط دون خوف او هلع مثل اخيه الذي اختباء في والدته، لم يستمر السمر كثيرا من نباح الكلب والذي تجمع على نباحه كثيرا من الكلاب المجاورة للدار وظلوا ينبحون فقررت عمة عبدالمتعال المغادرة
فقد سئمت اصواتهم، ذهبت الى دارها وذهب الجميع الى فراش النوم وبعد منتصف الليل حدث امر عجيب!
ترى ماذا حدث وماذا سيحدث؟!
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.