رواية زهرة والبيت الملعون الجزء الثاني عشر والأخير
بعد ما عرفت جوزي اني مش هحفر معاه هو وانجي اتعصب اوى واتخانقنا خناقة كبيرة اوى ، وخرج راح للست هانم وحكى ليها كل شىء ،
وبعد ساعتين تقريباً لقيت الباب بيخبط ، رحت فتحت لقيت انجي على الباب وبتقول : ازيك يا حببتى ممكن اتكلم معاكِ شوية .
بصيت ليها ومش عارفة اقول ايه : اتفضلي انا سمعاكِ.
انجي : بصي بقى انا عرفت كل شيء حصل بينك وبين جوزك، وانا غلطته طبعاً، ملوش انه يتعصب عليكِ ، كل شيء يتحل بهدوء واقتناع وبالراحة خالص .
استغربت من كلامها وقلت فى نفسي والله فيكِ الخير ، دا انتِ سبب كل المصايب دي، لكن قلت : موضوع الحفر انا مش هحفر معاكم انا تعبت خلاص ، بيتي هيقع عليا انا وابني وغير كدة انا اتأذيت من الموضوع دة ومش ناقصة تعب تانى .
ضحكت ضحكة صفرا وقالت : المرة دى اخر مرة انتى كمان مش هتحفرى ولا هتعملي حاجة انتى بس هتنزلى المقبرة لانك مفتاحها وانا ضامنة ان الكنز موجود مليون فى الميه، ولو ملقناش حاجة اعملى اي شيء يريحك.
موافقة مشروطة
رفضت برضو بس كانت بتزن و بتحاول تأثر عليا بكل طريقة لحد ما استسلمت علشان اخلص من الحوار دة ، وانا كنت عارفة ان هيحصل زي كل مرة ، مش هنلاقي شيء، وفكرت قلت فرصة علشان تبعد عنا انجي وجوزي يتهد بقا وينسى .
وافقت وقلت ليها : ماشي بس لو ملقتش حاجة لو سمحتِ بلاش بقى نتكلم فى الحفر تاني ياريت ممكن، ردت وقالت وهي فرحانة اوى : موافقة و اوعدك نقفل الموضوع ده، شوية ولقيت جوزى دخل علينا ،
قالت وهى بتبص ليه : لو سمحت يا فؤاد استسمح مراتك ، دى زى العسل ومش هتلاقى ضفرها . وعموماً هى هتزل الحفرة بس انا وعدتها لو ملقناش حاجة هتكون اخر مرة نحفر فيها ، والباب دة يتقفل خالص ، اتفقنا يا استاذ .
فرح فؤاد اوي وقرب مني وباس رأسي وقال: انا عاوز آمن مستقبل ابننا ، لو ربنا كرمنا بالكنز دة ، لحظتها افتكرت ابنى وخفت عليه اوى بصراحة مش عارفة ليه ، قلت انا عاوزة ابنى ميكونش معانا واحنا بنحفر .
فؤاد : مفيش مشكلة بس هيروح فين ؟ رديت عليه : يقعد مع ام عصام جارتنا هو بيحبها ويلعب مع عيالها ، ولما نخلص الموضوع يرجع ،جوزي طبعاً وافق وقال : بس متعرفيش حد الموضوع دة ابداً .
طلب اخير
انجي قالت : طيب خلاص اتفقنا هجيب ناس تحفر من اول بكرة وخلي بالك انا مش هسيبك تنزلي لوحد يا زهرة هنزل معاكِ المقبرة علشان تكوني مطمنة ، اتفقنا خلاص يا جماعة . رد جوزي وقال خلاص اتفقنا .
عدى اليوم وانا بدعي ربنا ان موضوع الحفر دة يعدي على خير.
معرفش ليه كان قلبي مقبوض اوي ، المهم يا استاذ سيد علشان مطولش عليك جه تاني يوم وجابت انجي ناس تحفر ، بس الناس دى كانت غريبة اوي .
ناس ضخمة وايديهم تحس انها تخينة او كبيرة معرفش هى جيباهم منين ، وعلشان اكون صريحة معاك انا بكلمك دلوقت وهما بيحفروا فى نفس الوقت تقريباً وخايفة يشوفوني او يسمعوني ، لاني كشفت السر بتاعهم ،
انا قاطعتها وقلت : لحظة بس ، يعنى انتى دلوقت فى البيت وهما بيحفروا ؟ ردت وقالت اه بس حبيت حد يعرف قصتي علشان انا قلبي مقبوض وخايفة على ابني ، وعلشان انا واثقة فيك مش هتكشف سري لحد وكمان علشان تحذر الناس لو حصل حاجة.
قلت ليها طيب ممكن اعرف عنوانك ايه ؟ سكتت شوية وقالت : مش هقدر اقولك عنواني بالظبط لكن انا ساكنه فى حى كذا فى محافظة كذا ، سامحني مش هقدر اعرفك اكتر من كدة .
عنوان البيت الملعون
انا بصراحة حاولت اعرف فين فى الحي دة لكن رفضت لكن قالت ليا كلمة : لو حصل حاجة اسأل عن ابني عند البيت القديم
وقالت انا هقفل دلوقت يا استاذ سيد علشان بينادوا عليا هنزل المقبرة تاني .
وفعلاً قفلت الانترنت وفجأة لقيت تم اغلاق حسابها على الفيس حاولت ادخل لكن معرفتش . وبسرعة صورت المحادثة واخدتها اسكرين علشان متضعيش مني ، وقعدت افكر فى كلامها كتير اوي ، وقلت يا ترى هتعمل ايه ؟
ومن كتر التفكير حسيت بصداع رهيب سيبت الفون وقمت اعمل كباية شاي واخدت مسكن ، لكن بعد ما عملت الشاي وانا بشرب فيه فتحت الفون علشان اقرأ المحادثة ال كانت بينا من تاني و كانت الصدمة الكبيرة ، لقيت المحادثة اختفت من الفون !.
اتجننت ازاى حصل دة ؟ مفيش حد معايا فى البيت مين مسح المحادثة بينا ، كانها مش موجودة ، لكن افتكرت اني صورتها واخدتها اسكرين ، دخلت على الصور وكانت الصدمة الاكبر لقيت الصور بيضه مفهاش كلام ، الكلام اتمسح منها .
قلت : لا مستحيل دة يحصل انا متاكد مليون فى الميه اني صورت المحادثة وكانت واضحة ، وبعدين الشات اتمسح ازاى ، اتعصبت اوي وقعدت افتكر وافكر هل انا كنت بحلم ، مش معقولة ابدا كل ده حلم ومكنش واقع حقيقى .
طيب لو حلم ، طيب ازاى الصور دى موجودة بس من غير كلام
كنت هتجنن من التفكير ، لكن ما هون عليا اني فاكر العنوان والحي ال قالت عليه واسم البيت القديم كمان ، علشان كدة اطمنت شويه، ومر الوقت عليا وانا سرحان وبفكر لحد ما الفجر اذن.
كابوس متكرر
قمت اتوضيت ونزلت صليت الفجر وبعد كدة طلعت تاني وحاولت انام شويه . وفعلاً نمت لكن شفت فى المنام حاجة غريبة اوي ، شفت ست بتصرخ وتستغيث بيا وتقول ارجوك انقذ ابني انقذ ابني انا زهرة .
قمت مفزوع من النوم ولقيت جسمي عرقان اوي ، بصيت فى الساعة لقيتها تسعة ونص الصبح ، حاولت اكمل نوم معرفتش قمت دخلت اخدت حمام وقعدت افكر فى الكابوس دة و المحادثة بتاعت الست زهرة دى .
واقول هو انا تعبان ولا ده حقيقى ولا في ايه ! لكن حاولت انسى ونزلت الشغل وحكيت لواحد صاحبي : قال دة كابوس او انت كنت تعبان شوية وجسمك سخن ، او رواية بتفكر تكتبها وخيالك علشان واسع جدا عشت القصة وانت قاعد.
بصراحة حاولت اصدقه او ضحكت على نفسي واقنعت نفسي بكلامه ، ومر اليوم و جاء ميعاد النوم ولتاني مرة لقيت نفس الحلم ونفس الست بتقول انقذ ابني ، ومش بس كدة الكابوس دة اتكرر معايا اربع ايام ورا بعض .
لحد ما قررت اني اسافر على المحافظة بتاعتها والحى ال عرفته من كلامها واتاكد هل فعلا في حى اسمه كدة و مكان فى الحي اسمه البيت القديم ! وسافرت البلد دي وسألت عن اسم الحي وبالفعل موجود ركبت ونزلت في الحي دة .
كنت محتار اسأل مين عن البيت القديم ، لحد ما لقيت ست كبيرة قاعدة هى و واحدة على عتبة كدة برة بيتهم . قربت ليهم ورميت عليهم السلام وقلت: لو سمحتِ يا حاجة في مكان هنا اسمه البيت القديم ؟ لقيت الست بصت ليا اوي وبصوا لبعض و وشهم اتغير .
تحذير شديد
الست : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، انت يابني عاوز ايه من البيت القديم ده ؟
استغربت من ردها لكن تظاهرت اني مفهمتش كلامها وقلت : ابدا كان فى واحد كلمني عليه و عاوز يبيعه ، وانا جيت اتفرج عليه ولو عجبنى هشتريه .
الست بحلقت فيا وقالت : اوعى تشتري البيت ده ، اولا ملوش صاحب ، وثانيا دة بيت ملعون يابني . بصيت ليها واسعتجبت من كلامها وقلت : ازاى ملوش صحاب دة الراجل مأكد عليا انه عايش فيه و هو عاوز يسافر بره مصر وعاوز يبيعه، وغير كدة قصدك اية انه بيت ملعون فهميني يا امي انا زي ابنك .
الست تسكت شوية كأنها خايفة تتكلم وبعدين تقول اقعد يابني جنبي هنا ، قعدت جنبها بصت ليا وقالت : البيت دة مهجور من عشرين سنة ، كان فيه واحد و مراته وابنه عايشين فيه ، لكن بعيد عنك طلع مسكون وفيه بسم الله علينا عفاريت .
حاولت انا استجمع قوتي الذهنية والبدنية و قلت : ازاى يا حاجة مهجور من عشرين سنة ؟ لقيت الست ال جنبها بتقول اه يا ابنى والله انت ممكن تروح تبص عليه كمان وتتاكد .
سكت شوية وفكرت وقلبي اتقبض لكن فضولي شدني اعرف قصة البيت دة ، علشان اتاكد ان ال شفته وال حكت معايا ده كان ايه بالظبط. قلت ممكن تحكوا ليا قصته .
الست العجوز: الراجل ومراته كانوا بيدوروا على اثار فى البيت و البيت بعيد عننا كان فيه جن ساكن فيه . وناس بتقول فيه لعنة اى حد يسكن فيه يتحرق او يموت موتة وحشة اوي . المهم الراجل والست دي حفروا وطلعوا تابوت وناس بتقول كتاب قديم اوي .
ومفيش شوية بعد ما خرجوا التابوت والكتاب القديم دة ولقينا البيت دة ولع نار بعيد عنك بكل ال فيه . الناس حاولت تطفي النار لكن معرفتش ابدا والنار قعدت ثلاث ساعات .لحد ما المطافي جت طفته.
كنت بسمعها وانا هتجنن ازاى طيب وال كلمتنى دى ايه ! وغير كدة معقولة كلهم ماتوا ؟ بصيت للست وبلعت ريقي من الخوف وقلت : مفيش حد منهم خرج سليم ؟ ردت وقالت : لا مفيش غير ابنهم لانه كان عند جارتهم .
اول ما قالت كدة اتاكدت ان ال كلمتنى مش وهم ولا خيال . بصيت للست وقلت طيب ممكن اشوف البيت وكمان جارتهم دي لسة عايشة يا ترى ؟ العجوز : اه عايشة و موجودة تعالِ اوديك تشوف البيت وتتاكد من جارتهم كمان اني مش بضحك عليك.
مشيت معاها وعقلي مش فى مكانه ، ازاى دة حصل ومين كلمني؟
بعد شوية دخلنا فى شارع ضيق لحد ما وصلنا لبيت قديم اوي ونصه مهدوم وباين عليه انه مش مسكون من زمن كبير اوي، وقفت وقالت هو دة البيت القديم شفت عامل ازاي !
انا بصيت للبيت وانهارت معقولة هو دة ! دة مستحيل حد يعيش فيه دلوقت ، وغير كدة واضح انه مهجور من زمان . المهم وانا واقف بتفرج عليه لقيت صوت الست العجوزة بتنادي على واحدة
وشوية لقيت ست عجوزة خارجة وبتسلم على الحاجة ال معايا .
يقين
وبصت ليا وقالت : دى ام عصام جيران الناس ال كانوا هنا . احكيلوا يا ام عصام على البيت والناس ال كانوا هنا والبيت اتحرق بيهم ، ام عصام : حضرتك مين يابني ؟. رديت وانا مصدوم من الست ام عصام ، لانه نفس الاسم ال قالت عليه زهرة يعنى حقيقي كل ال انا عرفته.
رديت : انا واحد جالي وقال فى بيت عاوز ابيعه وقال على العنوان وجيت اشوفه علشان اشتريه . ام عصام : لا يا حبيبي البيت ملوش صاحب وبلاش تشتريه حتى لو ببلاش ، دة بيت ملعون بعيد عنك كل يوم النار تمسك فيه لوحده .
قلت ليها : طيب فعلا الناس ال فيه ماتت فيه بسبب الجن ؟
ام عصام : اه كان فى واحد اسمه فؤاد ومراته زهرة كانوا بيدورا على اثار بس طلع بعيد عنك مسكون وفيه لعنة . وناس قالت ان فيه كتاب ملعون هو سبب اللعنة دى .
انا بصيت ليها وقلت : الراجل اسمه فؤاد و الست زهرة ؟
قالت : اه كانوا جيراني من عشرين سنة ، الله يرحمهم بقى .
رديت وقلت : طيب ملهمش اولاد؟ قالت : اه كان عندهم ابن فى يوم الحادث امه جبته عندي وقالت خليه معاكِ امانة لحد ما ارجع.
كنت فاكرة انها رايحة مشوار ، اتاري هي بتحفر مع ناس فى البيت دة وحصل ال حصل .
قلت : طيب ابنهم فين دلوقت ؟ ردت وقالت : جم اهل امه واخدوه لما عرفوا ال حصل ، ومن ساعتها معرفش اخباره ايه .
بعد كلامهم دة تاكدت ان ال كلمتني دي مش انسانة دي اكيد روح زهرة او جنية ، لكن ليه انا بالذات ! ومشيت وانا بفكر فى ال حصل ، والست بتنادي عليا علشان تعمل ليا كباية شاي لكن كنت سامعها بس عقلي فى حاجة تانية خالص .
النهاية .
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.