رواية ستعشقنى رغم انفك الفصل الحادي والأربعون
أغلقت عينها بمرارة تتجرع الألم على أثر تذكرها جملته (( أما تولدي و أخد أبني هطلقك )) سقطت دموعها بغزارة
تألم قلب السائق المسن من منظرها الذي يرثى له لا سيما أنها تحمل بداخل أحشائها طفل قرر أن يخفف عنها دون تدخل أو فضول . و ,,,
الرجل المسن ( عم جابر) : يا بنتي كفاية عياط دا أنتي من ساعة ما ركبتي معايا و أنتي على الحال دا حرام عليكي نفسك
مي و هي تمسح دموعها : عادي بقى .. مبقتش تفرق
عم جابر : طيب عشان ضناكي اللي في بطنك .. استهدي بالله و أرمي حمولك على الله
مي : و نعم بالله يا عم الحج
عم جابر محاولاً استشفاف ما ستفعله : واضح أنك عاملة مشاكل مع أهلك .. يعني ملكيش حد تروحيله في اسكندرية .. ناوية على ايه
مي بنبرة تحمل قلة الحيلة : والله ما أنا عارفة يا عم الحج أنا هروح أي أوتيل أو أأجر شقة
عم جابر و قد خطرت بباله فكرة : أنا بنتي ساكنة في عمارة حلوة في خالد بن الوليد فيها شقة بتتأجر مفروش و فرشها حاجة أوبهة خالص
مي و كأنها كالتائه الذي وجد ضالته : وديني ليها بالله عليك يا حاج
عم جابر : هوديكي طبعاً يا بنتي أهو بالمرة بنتي تطمن عليكي و تبقى جنبك
مي باابتسامة باهتة : ربنا يخليك ياعم الحج .. دا اللي زيك خلصوا
عم جابر : متقوليش كده يا بنتي .. الدنيا لسه بخير .. خلي أملك في ربنا كبير .. و مهما حصل معاكي اعرفي أن ربنا إذا احب عبداً ابتلاه
مي : و نعم بالله
ثم استطردت : عم الحاج ممكن توديني لأقرب محل موبيلات
و في مكانٍ آخر و قبل تلك الأحداث باأربعٍ و عشرين ساعة كان جالساً خلف مكتبه بالداخلية شارد مهموماً فوجئ برقم مجهول يتصل به تجاهله عدة مرات و لكن في المرة الأخيرة رد . و ,,,
مروان : أيوا
الطبيبة : حضرتك سيادة الرائد مروان عز أخو المرحومة ميرنا
مروان : أيوا أنا
الطبيبة : أنا الدكتورة اللي عملت العملية
مروان و قد ثار : و ليكي عين تتكلمي يا زبالة دا أنا هوديكي في ستين داهية
الطبيبة : حضرتك ممكن تتفضل عندي في العيادة أوريك حاجة و بعدين تغلط زي ما انت عايز
مروان : أنا مفيش بيني و بينك الكلام أنا بيني و بينك المحاكم و هتتعدمي إن شاء الله
الطبيبة : صدقني محدش هيقدر يحاكمني اتفضل عندي عشان أفهمك
أغلق مروان الهاتف دون إجابة و خرج من مكتبه و استقل سيارته نحو عيادة الطبيبة فبالطبع لم ينساه مدى الحياه و صل و لم يهتم بصف سيارته صعد و لم ينتظر الدور اقتحم مكتب الطبيبة . و ,,,
الطبيبة : اتفضل يااستاذ مروان
مروان : عايزة تقولي ايه
الطبيبة : استريح عقبال ما اجيبلك الورق
مروان : اخلصي مش جاي اتضايف أنا
قامت الطبيبة و و حملت ملف في يدها و اعطته مروان التقطه منها بعنف تصفح ورقاته . و ,,,
مروان : مش فاهم حاجة
الطبيبة : التقرير دا بيثبت أن أخت حضرتك كان في نسبة من المخدر في دمها و دا أدى للنزيف اللي أدى للوفاة
مروان بعد تصديق : أنتي اتجننتي أنتي عايزة تغلطي في واحدة ميتة عشان تبرأي نفسك
الطبيبة و قد بدأت تنفعل : أنا مش مجبرة أني ابررلك لأن بسهولة اوي أما المحكمة هتطلع هتعرف أن دا من الطب الشرعي و صحيح و حاجة كمان حضرتك لازم تشوفها
مروان : ايه
وضعت الطبيبة يدها في جيبها و أخرجت ورقة التقطتها منها مروان بالعنف المعتاد منه في الفترة الأخيرة تفاجئ أنها بخط يد ميرنا تخبر بها أن لا مسئولية للطبيبة في موتها و أنها تناولت دواء على قائمة المخدرات لتسبب لنفسها نزيف و تموت
مروان بصدمة : معقولة ؟!
الطبيبة : أظن حضرتك أتأكدت أن دا خط ايد أختك
مروان و قد أدمعت عينه : الغبية المتخلفة
الطبيبة : أنا حبيت أقولك كده عشان شوفت يوم الوفاة اللوم الفظيع اللي حصل على مدام مي و اتهامكم لها بقتلها .. أنا عايزة أقول لحضرتك أن مدام مي عملت كل حاجة عشان العملية دي تمر بسلام اشعة و تحاليل كذا مرة و شددت عليا و عرضت عليا فلوس كتير عشان أكون حريصة على مدام ميرنا .. و مرضيتش تحدد معاد العملية الا لما تأكدت أني مش طبيبة مشبوهة أن عملت كده بدافع شفقتي على أختك و اللي زيها اللي أضحك عليهم
لم يرد و أصبحت لا تراه لأنه خرج يركض نزل السلالم بسرعة لدرجة انه تعثر أكثر من مرة استقل من سيارته و توجه نحو بيت سالي بسرعة جنونية و وصل و فتح باب السيارة و حتى لم يهتم بغلقه توجه نحو الباب و أخذ يدق الجرس بجنون فتحت له الخادمةو هي تبكي دفعها و أخذ ينادي بااسم (( مي )) و لكن لا حياة لمن تنادي
وجد سالي أمامه مكفهر وجهها منه تنظر له بغضب و لووم لاحظ ذلك توجه نحوها . و ,,,
مروان : مي فين يا سالي
سالي : بنتي هربت يا سيادة الرائد
هاهي الصدمة الثانية مي هربت و تركته و لا تلام فهي حقاً تحملت الكثير سقط على ركبتيه من الصدمة . و ,,,
سالي بحدة : ها حسيت دلوقتي
مروان بصوت باكي : طلعت مظلومة يا سالي أختي اللي موتت نفسهاا .. ظلمتها تاني يا سالي ظلمتها تاني
و قد دخل في نوبة بكاء مرير على ما فعل بمي
و من ناحية أخرى كانت مي قد وصلت أرض عروس البحر المتوسط توقفت عند أول متجر للجولات و ابتاعت واحداً و مجموعة من خطوط الهاتف ثم عادت الى السيارة مرة أخرى قادها العم جابر نحو حي ميامي شارع خالد ابن الوليد صف السيارة أمام عمارة جديدة الى حداً ما
نزل الى البواب ليتفق معه و يحاول تقليل السعر و لكن مي نزلت من السيارة و قالت له انها لا يهمها السعر و بالفعل اتفقوا صعدوا الى الشقة فتح لها البواب الشقة اعطته بقشيش ثم نزل دخلت و أدخلت العم جابر وجدت الشقة نظيفة و مرتبة و فخمة الى حداً بينما توجه عم جابر لينادي ابنته
جلست مي تستريح على أحد الارائك فكت حذائها و أزالت نظراتها الشمسية التي كانت ترفع بها شعرها و بعد برهة وجدت العم جابر و معه ابنته السيدة التي يبدو عليها الادب و الرقة تبدو في أواخر العشرينيات أو أوائل الثلاثنيات
وقفت مي لكي ترحب بها شعرت (( أمنية )) أبنة العم جابر بكمية الحزن التي بداخل عين مي فااقتربت منها لتضمها تعجبت مي في البداية و لكنها كانت حقاً بحاجة لذلك و بعد العناق الذي دام حوالي الدقيقة أجلستهم مي . و ,,,,
عم جابر: دي أمنية بنتي بقى يا ست مي
مي : العفو يا عم جابر ايه ست مي دي قولي يا مي بس هو أنا مش زي أمنية و لا ايه
أمنية : عندك حق يا ميوشتي والله
اعتصر مي على أثر نعت أمنية لها بـ(ميوشتي) فهذا ما يلقبها به حبيب قلبها و جارحها
ثم تنبهت لحديث أمنية : والله يا مي أنتي ربنا بعتك لي نجدة ..جوزي مهندش بحري و على طوول مسافر بيسافر 6 شهور و يجي شهر هتلاقيني أنا و ولادي عندك على طوول هنصدعك
مي : يا خبر أزاي تقولي كده دا أنتم تنوروني والله عندك بقى ولاد أد ايه مشاء الله ؟؟
أمنية : عندي ردينة عندها 4 سنين و عمر عنده سنة و نص
مي : ماشاء الله ربنا يخليهمولك
أمنية : ربنا يخليكي يا قمر و يقومك بالسلامة
مي : ميرسي
أمنية : شكل كده الحمل مظبطك
مي : آآه والله محتاجة أروح لدكتور
أمنية : أحنا دلوقتي نتغدى و تريحي شوية و بعدين أوديكي عند دكتور شاطر أوي
مي : ربنا يخليكي مش عايزة اتعبك
أمنية : تعبك راحة و بعدين تعب ايه دا أنا ربنا بعتلي أخت عسل كان نفسي فيها من زمان
أحست مي بالراحة بعض الشيء و جو الالفة من كلام أمنية و حفاوتها بها و أحست أن الايام القادمة لن تكون صعبة و لكنها تذكرت شيئاً مهماً يجب فعله
مهاتفته ….
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.