تزوجت من أحب رغما عن أهلي
بالعربي – النتيجة أنه طلقني وطردني بعد أن دفعه أهله إلي ذلك فأدركت أن أهلي علي حق .. وأنهم أحن الناس علي.
الدنيا مليئة بالقصص المحزنة.. وما أكثر ما يكون البشر وهم من يصنعون الحزن لأنفسهم ويجلبون المشاكل والالام لحياتهم.
لكن مع هذا يظلمون الدنيا ويلعنون الظروف ويمثلون دور الضحايا.. غريب أمر هؤلاء البشر.. وحقا كما الحق تعالي قال إنه كان ظلوما جهولا .
هذه قصة فتاة ظلمت نفسها بعد أن خرجت عن طوع أهلها وصمت اذانها عن سماع نصائحهم ولم تستمع وتستجب سوي لنداء قلبها والانسياق وراء عواطفها وهوي نفسها من أجل رجل أحبته.. والنهاية فشل ومأساة وحياة مظلمة ومستقبل مجهول.
لنقرأ قصتها.. حيث روت قائلة:
ما أكثر التعساء والأشقياء في هذه الدنيا.. وأنا واحدة منهم.
بدأت قصتي حينما أحببت رجلا حبا بلغ منتهاه.. وعشت معه تجربة زواج في العتمة.. لأنه متزوج وله من زوجته أربعة أبناء.. عاش معها يكابد ضنك الحياة حتي تأزمت نفسيته في امرأة متعجرفة.. متحجرة القلب.. بليدة المشاعر.. وكان هو علي النقيض تماما طيب القلب.. مرهف الأحاسيس.. حساس المشاعر.. لأنه عاش طفولة مريرة أثرت علي شخصيته وحياته.. وقد أعجب بي وبشخصيتي وبارائي رغم أني أصغره بأكثر من خمسة عشر عاما.. ولم أخف تجربة زواج من قبل ولا الدخول في علاقة عاطفية.
مع مرور الأيام انفتح قلبي له.. وأحسست بطيبة قلبه وحاجته إلي الاحتواء والحنان.. وإلي امرأة تتفهمه جيدا.
بعد أن تعلق كل منا بالاخر عرض علي الزواج.. لكن أهلي رفضوه بحجة أنه متزوج وأب وفارق السن بيننا.. لكن حبي الكبير له وتمسكي الشديد به دفعاني إلي عصيان أهلي والضرب بتحذيراتهم ونصائحهم عرض الحائط والزواج منه سرا.. فغضبوا مني واعتبروني مذنبة ومطرودة.. عشت معه في الخفاء.. وكانت أيامي معه من أجمل أيام حياتي رغم أن زواجنا لم ير النور.. فقد كنت سعيدة معه.. بينما مشاكله مع زوجته تكبر وتشتد وتؤثر علي نفسيته.. فيتعكر مزاجه.. وكنت أمتص غضبه وأحتويه بحناني وحبي.. حتي بت الحضن الامن له.. كان يشعر بوجوده وكيانه معي.. ويشكر الله بأن منحه الإنسانة التي تحتويه وتفهمه وتحترمه وتقدره.. وكأنني بالنسبة له تعويض من السماء.. وفي النهاية قرر تطليق زوجته بعد أن تضخمت المشاكل بينهما بشكل لا يطاق وحتي يرتاح من التشتت بيننا.
وفي أحد الأيام رانا شقيقها في أحد المطاعم.. واعترف بزواجنا وشاع الخبر وكأنه قنبلة تفجرت في وجه الجميع.. واجه معارضة شديدة من أهله لأنني لست من طبقتهم.. بينما طليقته كشرت عن أنيابها.. هاجت وماجت.. فاستخدمت الأساليب الانتقامية.. كل يوم قضايا ومحاكم وتهم مزورة.. وعرفت كيف تؤثر علي أهله ليقفوا إلي صفها ضدي.
مع الأيام تغير زوجي بفعل الضغوط حتي تعب تماما وراح يشتمني ويضربني.. وكنت أعذره لأن نفسيته تدهورت تماما ولا يعي ما يفعل بيد أنه يعتذر بعد أن يهدأ ويعود إلي حالته الطبيعية.. لكن أهله دفعوه دفعا إلي طلاقي بل وطردي من الشقة.. فلذت بأهلي الذين احتضنوني ومسحوا الامي وأحزاني.. بينما هم يفعلون بي ذلك كم أدركت أنهم علي حق حينما عارضوا زواجي من هذا الرجل وكأنهم يعلمون بالمصير الذي سأواجهه نتيجة هذه الزيجة.. وكم تيقنت أنه لا يوجد أعز وأحن من الأهل علي أبنائهم.. فيا ليتني سمعت كلامهم واستجبت لنصائحهم.
لكن كلمة يا ليت لا تنفع بعد فوات الأوان.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.