رواية في قبضة الطاغية (كاملة)
._وسط قرية متوسطة متهالكة ، يحاوطها البنايات الصغيرة المكونة فقط من طابقين أو طابقٍ واحد ، عندما تراها من بعيد تبتعد فورًا فيبدو على منظرها الفقر والرعب ، نجد هؤلاء الفلاحين يتجولون بتعب بالغ ، وكل منهم يحمل فوق ظهره حقيبة كبيرة من القش بها أدوات زراعية ،
متجهون نحو تلك الأرض الزراعية الكبيرة وليس لهم الحق للحديث أو الاعتراض فهم لديهم جميعًا مهنة مشتركة مفروضة عليهم من طاغٍ ليس لديه رحمة ! ، وإن اعترضوا فجزاؤهم عسير ، لذلك يكونوا طائعين حتى يتجنبوا شر أذية صاحبه فيحافظوا على عائلتهم المرتعبة في صمت فقط !!
_كان الوقت السادسة صباحًا وفي ذلك الوقت كانت تلك القرية ساطعة الشمس للدرجة كبيرة لأنها تقع في الجنوب قرب محافظة أسوان ، وصلوا إلى تلك الأرض الكبير ووضعوا الحقيبة أرضًا ومسحو بيدهم على جبينهم حبات العرق المتقطرة منهم ، ثم شرع الجميع في أخذ بعض الأدوات الزراعية والبدء في الحفر بتلك التربة ، وقد هتف أحدهم قائلًا :
همتكو يا رجالة يلا ، معادش غير دجايق ويوصلو ويجفو فوج راسنا !
هتف آخر بتذمر وقال :
ربنا يعنا ،حسبي الله ونعم الوكيل في الظلمة !
وما هي الا دقائق حتى وصل حشد كبير من الرجال قويين البنية وبيدهم أسلحة متقدمين نحو هؤلاء الفلاحين ،ثم حاوطوهم وصوبوا الأسلحة نحوهم وهتف قائدهم بصوت جهوري صارم :
عايز أشوف سرعة الغزالة وهي بتهرب من فريستها ،امبارح شغلكوا كان زي الزفت، والصقر باشا رحمكو وإداكم 5 ساعات عقاب تشتغلوا زيادة ،لكن انهاردة مش هيرحم حد ،وأي حد هيفكر يريح بس ثانية واحدة هيموت !
دب الرعب في قلوبهم وخاصة عندما صاح بصوته العالي قائلًا :
إبـــــــــدأو !
ومن هنا بدأ الفلاحون عملهم الشاق بسرعة رهيبة ومن داخلهم يدعون الله أن يخفف عنهم هذا العذاب !
أما القائد فقد نظر إلى رجاله ونبه عليهم بحدة بالغة :
تنتبهوا كويس وتفتحوا عينكم جااامد وأي حد يفكر يلعب بديله ويريح تعمل معاه المظبوط وتبعته على السجن لو الصقر باشا شم خبر إنكم مش بتشوفوا شغلكو كويس هيطير رقابكم ! ، مفهوم !
اكتفو بتحريك رأسهم بشكل آمر وهم على أتم الاستعداد للانقضاض على هؤلاء الفلاحين ! ليهتف أحدم معلنًا عن موافقته وموافقة الجميع نيابة عنهم :
مفهوم يا سراج بيه !
انصرف سراج بخطواته الكبيرة وقد بثق على هؤلاء الفلاحين المساكين وركب سيارته الفارهة وقال للسائق بلهجة قوية :
على المزرعة يالا!
تحرك السائق فور سماعه لكلمات سيده نحو ما أمره في صمت تام !
………………………………………………
أما في تلك البناية القديمة المتهالكة أيضًا داخل القرية مكونة من طابق واحد فقط من داخله بيت صغير للغاية به غرفتين ضئيلتين وغرفة معيشة ضيقة ومطبخٍ صغير ولا يوجد بها مرحاض فكل البنايات لم يوفر لها المرحاض تحت أمر الصقر باشا الذي أمر بعدم بناء أي مرحاض لأي بناية من سكان القرية ، وأقر بإنشاء مبنى صغير يبعد بأمتار عن القرية يوجد بها مرحاض واحد فقط يستعمله أهل القرية فأصبح متهالك ورديء ..ولكن لم يكن أحدٍ ليجرؤ على الاعتراض !
نعود لتلك البناية وأفراد عائلتها المكونة من 4 أفراد مساكين بها سيدة عجوزة يزيد عمرها عن ال55 وعلى الرغم من عمرها الكبير إلا أنها مجبرة على العمل في مزرعة الصقر ، متزوجة من رجل طيب يرهقه العمر والعمل يعمل مع المزارعين في الأرض الكبير يدعي عم حامد وعمره ستون سنة ، أما باقي الفردين فهما أولادهما !
تخرج تلك السيدة العجوز وتدعى “صباح” وبيدها تلك المنشفة الصغير وسط ملابسها المتسخة قائلة وهي تنادي على ابنتها بصوت عالاٍ :
بت يا جود أنتِ يا بيه !
تخرج جود من غرفتها الصغيرة وبيدها المكنسة وقد شمرت عبائتها الممزقة قائلة بتعب :
أيوة ياما خلاص كنسيت الأوضة أهو !
مطت صباح شفتيها بانزعاج وصاحت فيها مزمجره :
أنتِ لسة ملبستيش إخلصي يلا قوام يادوبك نلحقه نفسينا وإلا هيحصل زي جبل كده وننضف المزرعة كلها !
تأففت جود بملامح متحسرة وقد بدا على وجهها الحزن وفي النفس الوقت الغضب قائلة :
منه لله اللي معيشنا من غير رحمة ربنا ربنا ينتجم منه !
توجست صباح من حديث ابنتها واقتربت منها قائلة :
شششش اسكتي يا بيه محناش ناجصين يجرالنا حاجة إخلصي وإلبسي العباية يلا عشان نجدم مع النسوان مبجاش غير عشر دجايق على معادنا !
تركت جود المكنسة جانبًا وذهبت مسرعة ترتدي عباءتها السوداء والتي لا تلمك غيرها وقد اغرورقت عينها بالدموع على حالها وعلى تلك المعيشة الظالمة والتي لم تعرف لها الراحة ، انتهت من ارتداء العباءة ووضعت تلك الطرحة الحمراء فوق رأسها وجابت بنظرها أركان غرفتها الضئيلة لتقع عيانها على تلك الحقيبة القشية الكبير فتأخذها بتنهيدة منزعجة وتضعها فوق رأسها، وتخرج لتجد والدتها قد انتهت وهي مسرعة فنفخت جود بكل ضيق وهتفت بنبرة متحسرة :
ياريتك يا أخويا هنا وتقدر تجلينا وتخلصنا من الهِم ده !
ظهرت على ملامح صباح الضيق والحزن أيضًا فهتفت قائلة :
اكتمي يا بيه ومتتكلميش في الموضوع ده جدام أي حد ، محدش يعرف أنه عرف يهرب من الفقر ديه ،لو الباشا عرف مكانه والله ليموته …
ثم أكلمت وهي تدفع ابنتها بحدة قائلة :
إمشي يجى جدامي خلينا نخلص ! الخمار ديه كويس وحاولي متبينيش وشك وأنتِ عارفة أول ما يجي الباشا تستخبي في عند حظيرة البهايم!
“جود حامد عبد الرحيم ، تلك الفتاة التي لسوء حظها ولدت بتلك القرية التعيسة بسنها التاسع عشر ، إن نظرتو إليها تعتقدون أنها من أحد العائلات القرية ليست ملامحها ملامح فلاحة فقيرة بل قد وهبها الله جمالًا غير عاديًا !…
عينها زرقاء بالون البحر البشرة البيضاء مع بعض النمش ليزيد من رونق الجمال وأما عن شعرها مناسب طويل لبعد ظهرها لونه يميل للبني الفاتح المائل للصفرة فتصبح خصلات شقراء شمسية !، وفي هذه الحالة فستكون مصيدة لأعين الجميع بتأكيد ،فكانت صباح تحاول دومًا إخفاءها بين أعين الناس وخاصة عند مجيء الصقر لتفحص الأحوال حوله ،
نعم فهو يأتي خصيصًا إلى المزرعة لينظر لكل الفلاحات ويختار واحدة منهن كل يوم ليشبع نزواته ويغتصبهن وإن تكلمت أو اعترضت والدتها يضعها في السجن بلا رحمة فتموت من شدة الجوع والعطش ،فكانت الأمهات تبكين بصمت ولا تستطيع قول شيء واحد ! ،فتبقى الفلاحات بحالة ذُعر رهيبة من كل يوم يأتي فيها ليختار واحدة من الفلاحات الصبيات ،لذلك كانت صباح واثقة أن إذا رآه الصقر ابنتها الجميلة فربما يأخذها بلا عودة فهو كعادته يأخذ الفتيات وفي اليوم الثاني يعيدهن بأن يرميهن على الطريق أمام منزلهن !….،
فكانت كل مرة تخبئها في حظيرة البهايم وإن جاء الصقر يختار ما هن أمامه في دقيقة وقلما يدخل الحظيرة لأنه يعلم أن اللاتي في الحظيرة هن فلاحات كبيرات السن وإن فتش مرة ليتأكد أن لا أحد يعصيه فلم يجد إ لا الكبيرات في السن وكان جود تختبئ بين القش !
وصلا المزرعة بعد أن شقا الطرق الطويلة وهما يركضان ووصلا على الموعد تمامًا وإن كانوا قد تأخروا ثانية واحدة فقط فستغلق بوابة المزرعة ويأسرهما الحارس حتى يأتي سراج قائد الرجال ويأخذهن إلى سجن الصقر حتى يتلقى الأوامر !
…..
تنفست صباح الصعداء وقد نجت من بطش الحارس هي وابنتها وعلى الفور اتجها ليبدلا ملابسهما إلى رداء المزرعة المخصص ،فوجدا جميع الفلاحات هنا يستعدن بسرعة فقد أوشك سراج على المجيء !
وفي سرعة البرق استعدن جيدًا وبدأن بعملهن كل واحدة في عملها المخصص ،وبدأت صباح بأخذ البيض من الدجاج ومراعة الحيوانات هناك وجود تساعدها بتعب !
هفت أحدى الفلاحات القريبة من صباح :
جلبي مجبوض اليوم ده يختي !
نظرت لها صباح وعلى وجهها علامات التساؤل :
ليه يا بهية ؟!، ما هو زي كل يوم هينجي واحدة من اللي جدام دول ويخدها وربنا معاها بجى !
نظرت لها بهية بأسف وقالت وهي تنفي ما تقوله :
مش عارفة ليه مش حاسة أن هيختار من اللي في أول المزرعة ،بعدين نسيتي حكاية الأقساط لسة برعي مسددش آخر جسط والغريبة ان الصجر (الصقر) باشا متكلمش وده اللي مخوفني أنه ياخد بتي انهاردة !
توجست صباح مما تقوله بهية في أيضًا تخشى على ابنتها وهكذا ستعرض إلى الخطر والوقوع تحت قبضة الصقر فحتمًا بهية ستخبئ ابنتها زهرة مع جود عند مجيء الصقر ،فتمتمت بخفوت قائلة :
ربنا يستر !
………………
وبعد ما يعادل الخمس دقائق وصل سراج ومعه بعض رجاله تلفتوا حوله يحمونه ويضيفون من هيبته تقدم بثقة نحو المزرعة فهو يتفرس في الفلاحات ،كانت تعلم صباح أنه دومًا يأتي يفترس في البنات هناك ويختار الفرع التي به أفضل البنات للصقر باشا فبسرعة البرق أمرت صباح ابنتها بالاختباء وفعلت في رعب واختبأت تحت كومة كبيرة من القش !،
تقدم سراج وعلى وجهه علامات قاسية يتفرس في وجه الفلاحات بشراسة من كل إنشٍ من جسدهن ،حتى أت مشرفة المزرعة فور علمها بوجود سراج وهي ترتدي ملابس ضيقة للغاية وتضع الكثير من مساحيق التجميل فأتت بتغنج وهي تتعمد أن تظهر من مفاتنها لتلفت نظر سراج ،فأخذ سراج ينظر لها بشهوة عالية وهو يحك طرف ذقنه فهفت المشرفة “سلوى” بنبرة ملفتة متغنجة :
المكان كله نوّر بحضورك يا سراج بيه !
مدت يدها لتصافحه فأشعلت نيرانه وهو يتفرس في جسدها الملفت بنظرة غريبة وقال برسمية تخفيها المكر :
متشكر ، ها البنات كلهم جم ؟
أومأت برأسها وهي تنظر لهم بوقاحة ثم عاودت النظر إليه بنظرات خبيثة قائلة :
أيوة يا باشا زي ما أنت شايف كلهم شغالين عشرة على عشرة ومفيش واحدة تقدر بس تبص يمين كلهم زي النحل !
مطت سراج شفتيه وقال :ا
امممم عظيم ،الصقر باشا هيتبسط أوي كده واحتمال تروحي تروقيله مزاجه بعد ما يخلص من أي واحدة هنا ،وبعدها تروقيني أنا !
وغمز له فضحكت ضحكة خليعة ليس بها حياء ،وبعدها أرشدته ليتجول ويرى الركن المناسب للفتيات الحسناء ليدل عليهن الصقر فيزيد من أجره عنده ! …
هتف بعد ان دقق النظر في أحدى الزواية :
شايف ان ركن الخضار اللي هناك ده في بنات لوز اللوز وهتعجب الباشا وتزيد عمولتنا !
أومأت سلوى رأسها بطمع وقالت :
طول عمرك بتعرف الحاجات الحلوة ،سيب كل ده عليا وأنا هظبتهم من غير ما يحسو
-جميل !
قالها سراج وقد التصق بجسد سلوى ليثير مشاعرها ونجح في ذلك فنظرت له بهيام فقال وكأنه لا يبالي بها :
الصقر باشا هيجي كمان ساعة بظبط تكوني ظبتي كل حاجة ،مفهوم !
ردت عليه سلوى بدلع وهي تومئ برأسها :
مفهوم يا باشا !
ترك سراج المكان متجه إلى قصر الصقر ليصاحبه عند مجيئه إلى المزرعة والأرض !
بينما اتجهت سلوى نحو ركن تجميع الخضار وقالت للفلاحات بحدة وقسوة :
يلا يا بت أنتِ وهي شهلو همتكو شوية وغيرو القرف ده وسختو هدومكم وتعالو البسوا من عندي !
تعجب الفلاحات من أمر تغير الملابس وتوجسوا خفية لكن لا يستطيعوا الرفض فقالو في صمت :
حاضر يا ستنا !
“سلوى كريم الشافعي هي مشرفة المزرعة يكون عمرها تسعة وعشرون ولم تتزوج بل تحب أن تكون مطمع للرجال الأثرياء وها قد نجحت فالصقر لا يستغنى عنها لأنها تكون خاضعة معه لا تقاومه وتتركه يفعل به ما يشاء فيتلذذ في تعذبيها وإذلالها ،أما سراج فيجعلها تعشقه فهو يبث له هيامه بها بكل جراءة من دون أي حياء،تسعى دومًا لكسب المال وتتعامل مع الفلاحات بقسوة فإن تجرأت أحداهن بفتح فمها ، فتأخذها وتجلدها خمسون جلدة من قبل أوامر الصقر ثم تبعثها مع سراج ليعذبها في سجن الصقر ويأتي الصقر ليكمل عليه بقسوته فأما أن تموت أو تعيش ولكن بدون حياة !
في هذا القصر الضخم الشاسع حتى أنه أكبر من القصر نفسه ، نجد هؤلاء الناس يركضون بهلع وارتباك فور استيقاظه من نومه ،كلهم خدم يركضون إليه بكل خضوع !
استيقظ الصقر من نومه وبفتح عينه الحادة تمامًا كالصقر ولذلك لقبوه بالصقر !، ضغط على زر ما بجانبه وما هي إلى ثواني حتى دخلت الوصيفة الخاصة به وبيدها روبه الخاص ،قام من السرير وهو ينظر لها نظرات حادة شرسة فتوجست أمامه وركضت نحوه تلبسه الروب الخاص به وأيضًا حذاء البيت الخاص به قائلة وهي منزلة رأسها إلى أسفل:
آآصباح الخير يا صقر باشا مزاجك حلو النهاردة !
أكتفى بالتبريق بعينه لها بحدة كبيرة فارتعبت الوصيفة “هدى” وأكملت ما تفعله ثم قالت وهي تفتح باب المرحاض الخاص به وقالت :
الحمام بتاع حضرتك جاهز من ربع ساعة بظبط اتفضل هتنعم بالراحة تمامًا …
دلف داخلًا فقالت وهي تهم بغلق باب المرحاض :
حمام سعيد يا صقر باشا
بحركة قدم واحدة أوقف الباب ونظر لها يتفرس فيه بقسوة فارتدعت هدى على الفور وخضعت رأسها أرضًا منتظرة أوامره ،احتدت نظرات الصقر وقال بنبرة قوية حادة مرعبة :
أدخلي !
نفذت هدى على الفور فإن اعترضت فسوف يكون أسوء أيامها !
، دلفت إلى المرحاض خائفة لا تعرف ما ينويه فهو نادرًا ما يطلب منها الدخول معه في حمامه الخاص !
ترقب الصقر حركاتها المتوترة بتسلية ثم هتف صائحًا وقال :
هفضل مستني كتيير ولا إيه !
لم تفهم قصده ولم تفهم ماذا يريد منها أن تفعل فهتفت بارتباك ملحوظ :
حضرتك تؤمر بإيه وأنا أنفذه فورًا
عقب كلماتها تلك جذبها من شعرها وفقال بصوت صارم قاسي :
أنا مش جايبك هنا عشان تستني أقولك تعملي ايه ومتعمليش ! ، تبقى عارفة علطول ايه اللي عاوزه من غير ما أقولك يا هانم وإلا بعد كده اترحمي على روحك !
صمتت ولم تجرؤ الحديث بل انتظرت أن يكمل وهي تتألم من قبضته فأكمل بشرانية وقد نظر لها بأعين جاحدة :
لما أدخلك هنا معاية تقومي زي الكلبة تجهزيني للحمام فاهمة
أومأت برأسها بكل رعب وقالت :
حاضر يا باشا تحت أمرك
وبسرعة البرق جهزته لحمامه حتى نعّم به بكل هدوء وبرود وظلت هدى معه حتى أنهى حمامه وخرج واضعًا المنشفة حول خصره فألبسته هدى أفخم الملابس واستعد ونزل أسفل إلى غرفة الطعام والكل ينظر له برعب تام خاضعين رؤسهم ،حتى جلس بشموخ وتناول إفطاره ،فأتى أحد حراسه وقال بلكنة رسمية واحترام :
سراج باشا بيطلب إذن الدخول !
أومأ الصقر له بحدة وشاور بيده بأن يسمح لسراج بالدخول حتى أتى سراج وقد أدى تحيته بكل احترام وهيبة :
تحياتي صقر باشا صباحك خير وسعيد انهاردة !
حدجه صقر بنظراته الباردة وقال بصوت محتد :
كله جاهز يا سراج !
أومأ سراج برأسه وقال بكل تأكيد :
كل زي ما أمرت وفي انتظارك !
تناول الصقر قهوته وذهب مع سراج إلى أرجاء القرية ذهب أولًا إلى المزرعة فأصبح الكل في هيبة كبيرة وخوف واشتغلوا بهمة أكبر !، حتى ترجل بكل غرور وينظر لكل الناس بحدة بالغة ترعبهم ، فرأى الفلاحين يعملون بنشاط بالغ ولم يرفعوا رؤسهم نحوه نظر لهم بتقزز وأمر سراج فقال :
يشتغلو ساعتين زيادة انهاردة التربة دي ولو مخلصتش انهاردة توديهم كلهم السجن فاهم !
أومأ سراج بخضوع فتوجه الصقر بسخرية نحو ذلك الفلاح وقال بصوته الجهوري صائحًا به :
بُرعــــي !
توجس برعي وتقدم منه وأحنى رأسه له وقبّل يده وقال :
أؤمرني يا بيه !
حدجه الصقر بنظرات مميتة وقال :
فين الايصال يا افندي ولا هتستعبط عليا بقى !
ارتعب برعي وهتف بقلة حيلة :
والله أبدًا يا بيه لكن منين لسة مجاش أول الشهر وممعيش أدفع لو تحب أشتغل زيادة انا تحت أمرك !
نظر الصقر إلى سراج فأومأ سراج برأسه وتقدم من برعي وضربه حتى وقع أرضًا وقال :
تحترم الباشا وترد عليه كويس وهتتعاقب انهاردة !
نظر إليه الصقر ببرود فلم يتحمل أحدهم والذي كان حامد وقال بكل ثقة :
كفاية افترى يا بيه هو مغلطش
لا يعلم حامد من أتت إليه الجرأة لكن لم يتحمل فنظر له الصقر بقسوة وجذبه من رأسه وقال بهدارة :
تعصيني يا حامد ليلتك أسود من جلبيتك خدوووه !
ترك الصقر الأرض وهو يتوعد لهم واخذ برعي وحامد إلى السجن وذهب الى المزرعة ليأخذ الرهينة تفرس بوجهه تحت إشارة سراج ولكن أحب الصقر ان يحكي لهم عما فعله في الأرض حتى يهابوه أكثر فقال :
لو حد بس فكر يعصيني هتكون نهايته الموت زي ما هيحصل لحامد وبرعي انهاردة ولو حد من عيلتهم أتكلم هيحصلوهم !
وهنا اندفعت جود بكل قوتها من كومة القش صائحة به بكل شراسة :
لااااااااا إلا أبويا خدني مكانه ادبحني بداله !
فصاحت صباح بها :
بتيي!! لااااا!
بينما نظر لها الصقر وقد اشتد الغضب به لكن عندما رآها حدق بها كل عينه ولم يصدق ما يراه !!…………………………………………………….
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.